الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

وما زلت سرحان

ما زلت سرحان

ولم أفق من دهشتي لعبارة أنيس منصور الأولي أن الرجولة هي فعل متواصل
إلا علي العبارة الأخري أن الحياة رسالة نتلقفها من بعضنا البعض

لقد قيلت تلك العبارة لأنيس منصور عندما قلق أصحاب والده علي صحة والده وأرادوا أن يطمأنوا علي ماذا سيفعل أنيس منصور عندما يتخرج من الجامعة خاصة وأن الأعمار بيد الله

فالحياة هي نفسها الرسالة التي يلقيها الأب لأبنائه وهكذا دواليك
أين هذا ممن يتركون الحياة ويعتزلونها
أين هذا ممن لا يعرفون شيئا عن الحياة
أين هذا ممن يتخلفون في هذه الحياة
فالحياة هي الرسالة وليس ترك الحياة هو الرسالة

ومازلت سرحان في كلام أنيس منصور

هل أصابك كلام أنيس منصور بما أصابني من الذهول والدهشة ؟

هل الآن عرفت لماذا تخلفت الأمة ونهضت غيرها من الأمم ؟

سرحان في كلام أنيس منصور

سرحان في كلام أنيس منصور

وقفت فترة لا أدري هل طالت أم قصرت وأنا أفكر في كلام أنيس منصور

الرجولة هي فعل متواصل
فقلت الرجولة فعل متواصل فأين إذن في عصرنا الرجال
ونظرت نظرة خاطفة عبر 1400 سنة من حياة أمتنا وجدت أنه أستوقفتني عبر هذا التاريخ الطويل نماذج ، نماذج لا تستطيع وصفها إلا بأنها مثال للرجولة ومثال للفعل الإيجابي المتواصل

ومن أكبر الأمثلة كان أبو بكر الصديق فإذا أردت أن تعرفه فما عليك إلا ذكر فعله المتواصل من أفعال الرجولة
فالرجولة ليست موقف واحد تأخذه ثم بعد حين ترجع عنه بل هو موقف متصل وأفعال متواصلة
فماذا فعل أبو بكر حين عرض عليه الرسول صلي الله عليه وسلم الاسلام
وماذا فعل حين أخبره المشركين بخبر الإسراء والمعراج
وماذا فعل في صلح الحديبية
وماذا فعل حين إحتاجت الدعوة الاسلامية للمال
وماذا فعل حين ارتد الناس
وماذا فعل وماذا فعل وماذا فعل

هذا هو أبو بكر الرجل وما حياته إلا مثال نقي لمعني الرجولة

ونزلت الوادي

ونزلت الوادي
وبعد طول تردد كيف أنظم ترددي علي الوادي وأي الخيم أقيم بها أو أكثر التردد عليها وأتلقي بأهلها آخذ عنهم أحسن ما قالوا وأطيل النظر فيه
قلت لنفسي إذا كان هذا هو وادي الحكمة ولا يقال فيه إلا خلاصة كلام الحكماء والأدباء والعلماء من كل عصر ومن كل مصر ومن كل دين أو مذهب
فلا يضرني بأيها بدأت
فتوكلت علي الله ونزلت وادي الحكمة وكان أول من قابلني رجل من مصر اسمه أنيس منصور فعجبت أن يكون هذا هو أول دخولي الوادي فقلت له إني من مصر فهش لي وبش وقال تعالي أحدثك حديثاً مختصرا نافعا جامعا
فقلت له إنه سبب نزولي لوادي الحكمة


فسألني ما هي الرجولة

فقلت له أتقصد صفة الرجولة فقال شوف يابني هذا ما تعارف عليه الناس أن الرجولة صفة

ولكني أقول أن الرجولة ليست صفة وإنما هي فعل متواصل
فدهشني تعريفه للرجوله بأنه فعل متواصل

ثم قال لي شيئ آخر ما هي الحياة ؟
وكان هذا السؤال أعجب من الأول
فقلت له عرف لي أنت الحياة فلقد سبقتني إليها ومنها نلت أكثر مما نلت أنا
فقال لي الحياة هي رسالة نتلقفها من بعضنا البعض
ثم تركني وانصرف