الاثنين، أغسطس 08، 2011

لقائي مع إيمرسون 11

لقائي مع إيمرسون 11

الهدايا

الزهور والفواكه هدايا مناسبة دائماً، الزهور لأنها تأكيد متعال بأن حزمة من الجمال تفوق في قيمتها كل الأشياء ذات القيمة العملية في العالم تلك الأشياء البهيجة تتعارض مع الوجه العابس للطبيعة المألوفة.

الفواكه هدايا مقبولة لأنها زهرة السلع وتحمل قيما رائعة تقترن بها.

كل شئ يقدم لنا دون خوف أو منة ، وتبعاً لقوانين كونية صارمة

إن كان الرجل الذي عند الباب لا يملك حذاءً ، فلست بحاجة إلي التفكير بإهدائه علبة طلاء للأحذية.

 
القاعدة في تقديم الهدية هي أن تقدم للشخص الشئ الذي ينتمي إلي نوع شخصيته ، لكن الرموز التي نعبر بها عن محبتنا ومجاملتنا تكون في أغلبها همجية الخواتم وغيرها من المجوهرات ليست هدايا، إنما هي اعتذار عن الهدايا .


الهدية الوحيدة هي جزء من ذاتك عليك أن تنزف من أجلي ولهذا تري الشاعر يأتي بقصيدته والراعي بحمله ويجلب المزارع قمحا وصاحب المنجم جوهرة والبحار مرجانا وأصدافا والرسام لوحته ، والفتاة منديلا خاطته بيدها ذلك أمر سليم ومرض لأنه يعود بالمجتمع إلي أساسه الابتدائي عندما تتمثل سيرة الإنسان في هويته وتكون ثروة كل امرئ مؤشرا لمزاياه . لكنه إجراء بارد وخال من الحياة أن تذهب إلي المخازن وتشتري لي شيئا لا يمثل حياتك وموهبتك ، إنما حياة وموهبة الصائغ ، غنه عمل يليق بالملوك والاشخاص الاثرياء الذين يمثلون الملوك وهو حالة زائفة من الملكية أن تقدم هدايا من الذهب والفضة ، كنوع من قربان الخطايا الرمزي ، أو تسديد مبالغ الابتزاز

إذا أرضتني الهدية بشكل مبالغ فيه ، فإني أشعر بالخجل لأن المانح قد قرأ أفكاري ورأي حبي لحاجته وليس له شخصياً

الهدية من أجل أن تكون حقيقية يجب أن تمثل انسياب المانح في ، استجابة لانسيابي فيه ، عندما تكون المياه في مستوي واحد فإن ما لديه يجري إلي وما لدي يجري إليه كل ماله ملكي وكل مالي ملكه فأقول له :" كيف تعطيني هذا الوعاء من الزيت أوهذه الجرة من العسل وكل زيتك وعسلك ملكي"

من الوضاعة توقع الامتنان وعقابه الدائم هو عدم الاكتراث التام
لكن الإستقامة تبعثر الحسنات في كل جانب دون أن تشعر بذلك ، وتتلقي باندهاش شكر الناس جميعاً

قمة الهدايا هو الحب

عندما أحاول أن أرتبط بالآخرين عن طريق الخدمات ينتهي الأمر إلي خدعة ذهنية ليس أكثر .إنهم يأكلون خدمتك كما يأكلون التفاح ويتركوك ولكن إن أحببتهم، لإنهم سيشعرون بك ويسرون بك علي الدوام.

الأحد، أغسطس 07، 2011

لقائي مع إيمرسون 10

لقائي مع إيمرسون 10

ثمة أشخاص لا يستطيع المرء إلا ان يتذكرهم ممن منحوا أفكاره سعة سامية ، وأوقدوا حياة جديدة في صدره

 
لا أعرف شيئاً تقدمه الحياة يوازي في متعته ذلك التفاهم الطيب العميق الذي يمكن أن يقوم بعد تبادل الكثير من الأعمال الطيبة بين رجلين فاضلين ، يكون كل منهما واثقا بنفسه وبصديقه
إنها لسعادة تتقدم علي كل المسرات الأخري وتجعل السياسة والتجارة رخيصة ، فحين يلتقي الرجال كما ينبغي لهم ، وكل واحد منهم محسن، شلال من النجوم مكسو بالأفكار والفعال والإنجازات . ينبغي أن يشكل ذلك عيدا للطبيعة.

تفسد الصحبة بتكلف الجهد

سوف نري في أحد الأيام أن ما هو أشد خصوصية هو الطاقة الأكثر عمومية، تلك الخاصية تعوض في الظلام عن كمية أفعال الشخصية وعظمتها

إذا لم نكن قادرين علي الإحاطة بهذه الخصال الرائعة، فلنقدم لها الإجلال علي الأقل.

في المجتمع ينظر إلي المزايا الرفيعة كما لو أنها في غير صالح من يملكها فهي تستدعي المزيد من الحذر في تقديراتنا الخاصة لا أسامح صديقي علي فشله في التعرف علي الشخصية الرفيعة وفي معاملتها بضيافة ممتنة عندما يصل أخيراً ذلك الشئ الذي تقنا له دائما ويسطع علينا بأشعة فرحة قادمة من تلك الأرض السماوية البعيدة ، فإن التصرف بخشونة وإبداء الانتقاد والتعامل مع مثل هذا الزائر بهذر وشكوك الشوارع ، ينم عن فظاظة تغلق أبواب السماء ذلك هو الخلط وهذا هو الجنون المضبوط، عندما لا تعود الروح تعرف ما يخصها ، ولا لمن ينبغي لها أن تقدم ولاءها

السبت، أغسطس 06، 2011

لقائي مع إيمرسون 9

لقائي مع إيمرسون 9


الصدق هو ذروة الوجود والعدالة هي تطبيقه علي الاحوال.

إن المقياس الطبيعي لهذه القوة هو مقاومة الظروف.

إذا كنا قادرين علي أن نخاف ، فسوف نعثر علي الفور علي مايخيفنا.

إن الوجه الذي تلبسه لي الشخصية هو الاكتفاء بالذات إني أجل الشخص المغتني لأني لا أستطيع أن أفكر بكونه وحيدا أو فقيرا أو منفيا أو تعيساً ، إنما أراه دائماً كراع دائم، أو محسن ، أو مبارك، الشخصية هي المركزية وهي استحالة الإقلاق أو الاستبدال ، علي الانسان أن يعطينا الإحساس بالكتلة.

إن الإذعان للمؤسسة والرجوع إلي الجمهور يشير إلي عدم ثبات الإيمان ، وإلي رؤوس غير صافية، تحتاج إلي رؤية البيت مبنيا، قبل أن تستوعب خارطته


الرجل الحكيم لا يصرف ذهنه عن الكثير فقط، بل يصرفه أيضا عن القليل


الينابيع ، الذاتي الدافع المستوعب القائد لأنه معتاد ، الواثق الأول أولئك هم الطيبون لأنهم يعلنون الحضور الفوري للقوة الفائقة

ما من مؤسسة تكون أفضل من المؤسس

مادام الامر مجرد فكرة وليس روحاً تحفزنا ، فإننا سوف نستمر في تأجيل وجودنا.

ثمة خطأ في إدراك الخطأ والتبليغ عنه فهو لذلك لا يستطيع أن ينتظر لكي يكشف تخبطات أي كان وهو يواصل طريقه ثانية ، مضيفا قدرات وأمجاد جديدة لحوزته ومطالب جديدة له في فؤادك ، من شأنها أن تفلسك لو انك تلكأت عند الأمور القديمة ولم تحفظ علاقتك به عن طريق ما تضيفه إلي غناك ، الأفعال الجديدة هي التفسيرات الوحيدة للأفعال القديمة والاعتذارات الوحيدة عنها التي يستطيع الشخص النبيل أن يقدمها أو يتلقاها ، فإن كان صديقك فد أزعجك، فإنك يجب أن لا تجلس للتفكير في الامر ، لأنه قد نسي الواقعة، وضاعف من قدرته علي خدمتك ، وقبل أن تنهض ثانية سوف يكون قد أثقلك ببركاته.

 لا نجد متعة في التفكير بإحسان لا يمكن قياسه إلا بأفعاله ، فالحب غير قابل للاستنفاد ، وهو يظل قادراً علي الإبهاج والإغناء حتي عندما يضيع عقاره وتفرغ أهراؤه، والرجل حتي وهو نائم يبدو كما لوأنه ينقي الهواء والبيت من أجل أن يزين المشهد ويقوي القوانين


يلاحظ الناس دائما هذا الفارق ، فنحن نعرف من هو المحسن ، بوسائل أخري غير كمية ما يتبرع به للجمعيات الخيرية ، فالخصال الدونية وحدها هي القابلة للتعداد

القاعدة في حياة الإنسان الطيب هي الإفادة


إن الإحسان الحقيقي في شخص غوته يمكن الاستدلال عليه من الكشف الذي قدمه للدكتور إيكرمان عن الطريقة التي أنفق بها ثروته :" كل قول بارع كتبته كلفني كيس ذهب ، نصف مليون من مالي الخاص والثروة التي ورثتها ، وراتبي والدخل الكبير الذي حصلت عليه من كتاباتي علي مدي خمسين عاما قد أنفقت في تعليمي لما صرت أعرفه الآن وإلي جانب ذلك ..."

هنالك عناية تبذل من أجل أن يتسلل الذين رصدوا لأٌقدار عظيمة إلي الحياة في الظل

ما أجمل أن يظلا قادرين علي الحلم كالملائكة دون أن يفيقا علي المقارنات والتملق، ومع ذلك فإن بعض الطباع أطيب من أن يستطيع الإطراء فسادها، وحينما نزل عرق الفكرة متغلغلا في العمق كلما اختفي خطر الإصابة بالغرور

لقائي مع إيمرسون 8

لقائي مع إيمرسون 8

الشخصية
لا يمكن تفسير التفاوت بين السمعة والأعمال أو السير بمجرد القول أن الرجع أطول من قصف الرعد ، إنما هنالك شئ ما وجد في هؤلاء الرجال وولد توقعا يتجاوز كل أدائهم إن الجزء الأكبر من قوتهم كان كامنا وذلك هو ما ندعوه الشخصية .


وهي قوة محفوظة تفعل فعلها بشكل مباشر بمجرد الحضور وبدون أية وسائل يتم إدراكها علي شكل قوة معينة غير قابلة للعرض ، خصيصة أو سمة توجه دوافعها الإنسان لكنه لا يستطيع الإفصاح عن مصادر مشورتها،

إن الموهبة الأدبية الأنقي تبدو حينا عظيمة وحينا آخر صغيرة ، لكن الشخصية تتسم بعظمة كواكبية وهي غير قابلة علي الإنكماش إن ما يحققه الآخرون بالموهبة أو بالفصاحة، يحققه هذا الشخص بنوع من المغناطيسية


نصف قوته لا يطرحه للإستخدام ، وانتصاراته تحرز باستعراض التفوق ، لا باختراق الحراب ، وفتوحاته تتحقق لأن وصوله يغير وجه الأشياء تشعر بالاكتفاء لحظة وقوع عينيك عليه.

إن الرجال الذين يحملون وجهات نظرهم ليسوا في حاجة إلي أن يسألوا ناخبيهم عما ينبغي لهم أن يقولوه ، لأنهم هم أنفسهم البلد الذي يمثلون

تتظافر إستقامته الطبيعية مع نفاذ بصيرته في النسيج الإجتماعي لتضعه فوق الاحتيال ، وهو يوصل للجميع إيمانه بأن العقود ليست للتفسير الخاص

إن الطريقة التي يعمل بها عقله عبارة عن إشارة لشروط المساواة الطبيعية والفائدة العامة وهو يوحي بالاحترام وبالرغبة في التعامل معه، بسبب روح الشرف الهادئة التي ترافقه والراحة الفكرية التي تتيحها رؤية كل هذا الكم من القدرة


إن التجارة الواسعة الانتشار والتي تجعل موانئ المحيط الجنوبي أرصفة لبضاعته والبحر الأطلسي مرفأ المعتاد تتركز فقط في ذهنه! وما من أحد في العالم يستطيع أن يملأ مكانه.


في ردهته أستطيع أن أري جيدا أنه قد قام بعمل مضن هذا الصباح ، يكشف عن ذلك جبينه المعقود وذلك المزاج الراكد ، الذي لا تستطيع كل رغبته بالمجاملة أن تزعزعه


أستطيع أن أري بوضوح كم الافعال الصارمة قد انجزت وكم من اللاءات الشجاعة قد نطقت هذا اليوم في الوقت الذي كان آخرون سيفوهون فيه بنعم مدمرة

أري فيه الوعي بكونه أداة لقوانين العالم الأصلية ولاعبا مشاركا في لعبتها ، إنه هو الآخر يؤمن بأن ما من أحد يمكن أن يزوده بشئ ، وأن علي الرجل أن يولد للتجارة وإلا فإنه لا يستطيع أن يتعلمها.

إنها لقوة طبيعية مثل الضوء والحرارة ومن شأن الطبيعة كلها أن تتعاون معها