العائد من العزلة
وفي إنتظارالمحارب كما وعدني دوغان جوجل أوغلو وجدتهم يتهامسون بأنه قد عاد
من الذي عاد ؟ومن أين عاد؟ لم أتبين كلماتهم بدقة فلقد كان مجرد همس
دنوت منهم فوجدتهم يشاورون علي مكان مرتفع أسفل شجرة حيث يجلس رجل مهيب الطلعة
ثم سألتهم عنه من هذا ؟
فقالوا لي إنه أبو حامد الغزالي لقد كان منعزل الناس منذ فترة وهاهو قد عاد
ذهبت إليه مسرعا لأرحب بعودته وأسأله عن سبب عزلته
فقال لي ألا تري ما آلت إليه الأحوال الأمر يحتاج إلي إحياء للأحياء فلقد ماتت المعاني وإن بقيت نقوشها وأسمائها
فقلت له وهل وجدت طريق وطريقة لذلك فقال نعم
إنه إحياء علوم الدين ولقد عدت لإعيد صياغة كل مفاهيمنا الأساسية التي لا مناص من تصحيحها
رحبت به علي أن أذهب إليه بعد فترة خاصة ولقد رأيت دوغان جوجل أوجلو قادما نحوي
وعندما هممت بالانصراف قال لي الغزالي : علم وحال وعمل
فالتفت إليه أسأله عن مقصده
فقال لي : معظم الأحوال لا تنتظم إلا بعلم يثمر حال هو إنفعال القلب وتأثره بهذا العلم ويثمر ذلك عملا
فالاحوال لا تنتظم ولا تستقيم إلا بعلم وحال وعمل
فكل علم لا يثمر حال تؤدي الي عمل فليس بعلم علي التحقيق أو هو ليس بعلم نافع لك في دربك ومسيرك إلي الله
شكرته علي تلك الجملة الرائعة
ثم شاورت لدوجانجوجل أوغلو أني ذاهب إليه