الأربعاء، يونيو 22، 2011

لقائي مع إيمرسون 4

لقائي مع إيمرسون 4


إن كل مايهمني هو ما يتوجب علي أن أعمله وليس ما يفكر به الناس ، هذه القاعدة الشاقة في الحياة الفعلية والحياة الفكرية معاً

إن مصدر الإعتراض علي الامتثال لممارسات أصبحت ميتة بالنسبة لك هو أنه يبدد قوتك ، إنه يهدر وقتك ويشوش الانطباع الذي تتركه شخصيتك.

قم بعملك ، وسوف أتعرف عليك، قم بعملك ، ولسوف تعزز ذاتك.

علي الإنسان أن يدرك أي نوع من الخداع الأعمي تمثله لعبة الامتثال هذه ،


عندما اعرف مذهبك أحدس حجتك

من السهولة بمكان علي الرجل الحازم ذي الدراية بشؤون العالم أن يتحمل غضبة الطبقات المثقفة ، فغضبتها حصيفة ومحتشمة، لنهم جبناء ، يعرفون أنهم هم أنفسهم معرضون للسخط، ولكن عندما يضاف استياء الشعب إلي غضبتهم الأنثوية ، عندما يستثار الجهلاء والفقراء ، عندما تدفع القوة الوحشية الغبية الكامنة في قرارة المجتمع إلي التكشير والهدير ، فإن الأمر يتطلب ممارسة الشهامة والديانة لمعاملتا بالطريقة التي يعاملها بها الرب بصفتها شيئاً تافها لا شأن له.


إن الثبات الأحمق هو بعبع العقول الصغيرة ،


إن الروح العظيمة لا شأن لها بالثبات، إنه بالنسبة لها مثل الإنشغال بظل المرء علي الجدار


عبر عما تفكر به اليوم بكلمات قوية ، وعبر غدا عما يحمله الغد من أفكار، وبكلمات قوية أيضاً ، حتي وإن عارضت بها كل ما قلته اليوم .

في هذه الحياة الرضية الباعثة علي الندم التي وهبني الله إياها ، دعني أسجل أفكاري الصادقة يوما بيوم بدون استشراف أو مراجعة.


إقعل الصواب الآن , إزدر المظاهر دائماً، فإن ذلك يحق لك علي الدوام.


إن قوة الشخصية تراكمية فكل أيام الفضيلة السالفة تفعل فعلها من الموقف الراهن


الذي يصنع جلال الأبطال الاحساس بقطار من الأيام العظيمة والانتصارات التي وراءهم

سأقف هنا في صف الإنسانية ، وسوف أجعلها صادقة ، رغم أنني سأجعلها عطوفة .

التاريخ كله يذيب نفسه بسهولة في سيرة قلة من الأشخاص الصادقين والشجعان

عندما يتصرف الرجال العاديون بوحي الآراء الأصيلة ، فإن البريق ينتقل من فعال الملوك إلي فعال أولئك الرجال

إن السحر الذي يمارسه العمل الأصيل يتضح عندما نتساءل عن سبب الثقة الذاتية . من هو الشخص الذي نضع فيه ثقتنا ؟ أية ذات أرومية ، يمكن أن يعتمد عليها الجميع ؟ ما هي طبيعة وسطوة ذلك النجم الذي يحتار فيه العلم ، والذي يرسل ، بدون انحراف وبدون عناصر معروفة ، ذلك الشعاع من الجمال ويصبه حتي في الأعمال التافهة وغير النقية بمجرد ظهور أدني علامات الاستقلالية ؟ يقود التساؤل إلي ذلك المصدر . الذي يعتبر جوهر العبقرية ، والفضيلة والحياة الذي نسميه التلقائية أو الفطرة

لقائي مع إيمرسون 3

لقائي مع إيمرسون 3

إن الفضيلة العليا التي ننسبها للحكماء هي أنهم رغم اعتيادهم علي صوت العقل ، لا ينطلقون من الكتب والتقاليد ، ولا يتحدثون عما فكر به الآخرون بل بما فكروا به هم أنفسهم ، علي الإنسان أن يتعلم تمييز ومراقبة ذلك الشعاع من النور الذي يومض عبر ذهنه من الداخل أكثر من تتبعه لبروق سماوت الشعراء الحكماء، لكنه ينصرف عن فكرته دون أن يعني بها ، لأنها فكرته ، في كل عمل عبقري، نتعرف علي الأفكار التي صددناها ، إنها تعود إلينا بجلال يضيفه الاغتراب ، ليس لسوي من عبرة مؤثرة في الأعمال الفنية العظيمة. إنها تعلمنا أن نتمسك بانطباعنا التلقائي بصلابة حسنة النية ، خصوصا عندما يكون نداء الأصوات كلها في الجانب الآخر وإلا فإن غريبا سيقول غدا بالضبط وبإجادة تامة ما فكرنا وشعرنا به طوال الوقت، لسوف نرغم علي أن نتناول بخجل رأينا نحن من يد شخص آخر

هناك وقت في تربية كل إنسان يصل فيه إلي الاقتناع بأن الغيرة جهل ، والتقليد انتحار ، وأن عليه أن يرضي بنفسه، علي حسناتها أو علاتها، قسمة له ، وأنه رغم امتلاء العالم بالخير ، فإن ما من حبة قمح مغذية أن تأتيه إلا من خلال الجهد الذي يصبه علي قطعة الأرض التي منحت له زراعتها .


إن رباطة جأش الصبيان الواثقين ، الذين يظهرون إزدراء السادة لكل فعل أو قول يهدف إلي الاسترضاء ، هو الموقف الصحي للطبيعة الإنسانية . إن الصبي في البهو غير مسؤول ينظر من زاويته إلي الناس والحقائق التي تمر به يحاكمهم ويحكم عليهم تبعا لمزاياهم ، بتلك الطريقة المتعجلة والمختزلة التي تميز الصبيان، ويقرر ما إذا كانوا طيبين ، أشراراً ، ممتعين سخفاء ، فصيحين، أو مشاركين وهو لا يزعج نفسه أبداً بشأن العواقب ، أو بشأن المصالح؛ إنما يصدر حكما مستقلا ، وغير زائف . عليك أن تخطب وده ، فهو لا يخطب ودك، أما الرجل فإنه مكبل في سجنه بفعل وعيه ، فما أن يتكلم أو يتصرف بنجاح مرة حتي يصبح شخصا ملتزما، تراقبه المئات بتعاطف أو كراهية ، وعليه الآن أن يدخل مشاعرها في حساباته، ليس هنالك من نهر للنسيان، يخلصه من هذا ، آه لو لو انه يعود ثانية إلي محايدته!
إن الذي يستطيع أن يتجنب كل الرهانات علي هذا النحو ، وأن يرقب بعد أن راقب من جديد من نفس البراءة غير المصطنعة ، وغير المنحازة ، وغير القابلة للرشوة ، وغير الخاضعة للخوف يجب أن يكون مرعبا علي الدوام فهو سينطق بآراء حول جميع القضايا العابرة من شأنها ، حين تعتبر ضرورية ذاتية ، أن تنغرز كالسهام في أذن الرجال وتثير خوفهم.


تلكم هي الأصوات التي نسمعها في العزلة ، لكنها تبهت وتصبح غير مسموعة عندما ندخل العالم ، فالمجتمع في كل مكان يتآمر ضد الرجولة الموجودة في كل فرد من أفراده.


المجتمع شركة برأسمال مشترك ، يتفق فيها الأعضاء ، من أجل ضمان العيش الأفضل لكل مساهم ، علي التخلي عن حرية المستفيد وتهذيبه ، فالفضيلة المطلوبة هي الامتثال، والاعتماد علي النفس هو نقيضها فهي لا تحب الحقائق والمبدعين ، إنما تحب الأسماء والعادات ، ولهذا فإن من يريد أن يكون رجلا ، ينبغي أن يكون منشقاً.

الأحد، يونيو 19، 2011

لقائي مع إيمرسون 2

لقائي مع إيمرسون 2



إن المنشأ المشترك لأعمال شديدة الاختلاف يكمن في حالة معينة من الفكر ، تتشابه الروح لا الحقيقة.

يحصل الفنان علي القدرة علي إيقاظ الأرواح الأخري واستجابتها لنشاط معين من خلال الإدراك العميق وليس من خلال الالمام المضني بالكثير من المهارات اليدوية

القصيدة الحقيقية هي عقل الشاعر

السفينة الحقيقية هي باني السفينة

يلفظ الشخص ذو المزايا الراقية اسمك بكل ما يمكن أن تضيفه ألقاب النبالة من زخرف

إن التجربة اليومية العادية تحقق لنا علي الدوام بعض النبؤات القديمة

ينبغي تفريد كل الحقائق العامة ، وتعميم كل الحقائق الخاصةة ، عندها يصبح التاريخ علي الفور صادقا وسلسا ، والسيرة عميقة وسامية


القيم المتراكمة للإقامة الطويلة هي المقيدات المفروضة علي رتابة الزمن الحاضر

إن الشخص ذا العافية الموفورة والروح الوثابة يمتلك قدرة علي التأقلم السريع ، فهو يحيا في عربته ، أو يطوف بين الأماكن بسهولة ويسر ، فسواء كان في البحر أو الغابة ، أو بين الثلوج فإنه ينام بنفس الدرجة من الدفء ، ويأكل بشهية طيبة ، ويختلط بمن حوله ببهجة كما لو كان يجلس بجوار الموقد في بيته ، أو ربما تتغلغل من مزيته إلي أعماق أبعد علي هيأة اتساع في قدرته علي الملاحظة مما يزوده بمادة جديدة تثير اهتمامه كلما وقعت عينه علي شئ جديد .

يلغي الزمن عندما تصبح فكرة أفلاطون فكرة في رأسي وعندما تقدح روحي حقيقة كانت قد قدحت روح بندار

يفسر الطالب عصر الفروسية تبعا لعمر الفروسية لديه ويحس بأيام المغامرات البحرية والملاحة حول العالم عبر ما يوازيها من تجارب مصغره في حياته ، إنه يحمل المفتاح نفسه الذي ينفتح به تاريخ العالم المقدس .

مرة أخري ، يكرر في الاحتجاج الذي يطلقه كل شخص عاقل ضد خرافات عصره دور المصلحين القدامي خطوة خطوة ، وفي بحثه عن الحقيقة يجد مثل ما وجدوا ، مخاطر جديدة تتهدد الفضيلة .

هل نستطيع شرب مياه الفكر التي تلوح وتومض علي مرأي من الروح.

قال أفلاطون :" إن الشعراء ينطقون بأشياء حكيمة وعظيمة هم أنفسهم غير قادرين علي فهمها"

إن السحر وكل ما ينسسب إليه هو الإستشعار العميق بقدرات العلم ، إن أحذية السرعة ، والسيف الباتر، والقدرة علي إخضاع العناصر، واستخدام المزايا السرية للمعادنن، وفهم أصوات الطيور إنما هي مساعي الذهن المبهمة في الاتجاه الصحيح ، فبراعة البطل الخارقة ، وهبة الشباب الدائم وما إليها هي محاولة الروح الإنسانية الرامية إلي إخضاع مظاهر الأشياء لرغبات الذهن

الإنسان حزمة روابط عقدة جذور زهرتها وثمرتها العالم كله

ما فائدة التظاهر بمعرفة ما نحن جميعا لا نعرفه ؟

الطبيعة بجميع الوسائل تركز كنوزها وتعيد انتاجها من أجل تلميذ.، فعليه أيضا أن يمر بكامل دورة التجربة ، وعليه أن يجمع في بؤرة واحدة كل أشعة الطبيعة ، عندها لن يظل التاريخ كتابا مضجرا، بل إنه سيتجسد سائرا في كل رجل حكيم وعادل .


ليس عليك أن تقدم لي باللغات والعناوين كشافا بالمجلدات التي قرأت إنما عليك أن تجعلني أحس بالفترات التي عشتها

لقائي مع إيمرسون 1

لقائي مع إيمرسون


منذ عام تقريبا بحثت عن إيمرسون في وادي الحكمة فلم أعثر عليه ، وكلما سألت عنه قالوا لي لقد مر من هناولكنه لم يمكث طويلا ، ولما أيست من ملاقاته أخذت صورته حتي اتعرف عليه إذا قابلته عرضا وبالأمس فقط نزلت وادي الحكمة لأجد إيمرسون يقرأ على الناس مقالاته فجلست استمع إليه ولما فرغ ناقشته في جمل وكلمات مما قال وتلك هي الجمل التي راجعته فيها وناقشته

الإنسان لا يمكن أن يفسر بشئ أقل من كامل تاريخه

التاريخ بمجموعه يكمن في رجل واحد


الساعات يجب أن توجهها العصور والعصور يجب أن تفسرها الساعات

كل ثورة كانت في البدء فكرة في ذهن رجل واحد ، وعندما تخطر الفكرة نفسها لرجل آخر ، يوجد المفتاح لتلك الحقبة



نبجل الأغنياء لأنهم ظاهريا يمتلكون الحرية والقوة والنعمة التي نشعر بأنها تليق بالإنسان

علي الطالب أن يقرأ التاريخ كفاعل لا كمفعول به، وأن يفترض حياته النص والكتب التعليق

أنا لا أتوقع أن يقرأ التاريخ علي الوجه الصحيح أي رجل يعتقد أن ما وقع في عصر بعيد من قبل رجال ترددت أسماؤهم في القديم يحمل معني أعمق مما يفعله هو نفسه اليوم
عليه أن يري أن بوسعه أن يعيش التاريخ كله في شخصه

قال نابليون :" ما التاريخ سوي خرافة متفق عليها "

علي كل عقل أن يعرف بنفسه الدرس كاملا ، عليه أن يقطع المسافة كلها فما لا يراه ولا يعيشه لن يفهمه