الاثنين، مايو 24، 2010

فرانكلين 3

الله يهب كل شئ للجد والاجتهاد



اعمل حين يحين وقت العمل اليوم فإنك لا تعرف ما سوف يعوقك غداً


لا تجعل الشمس تطل عليك وتقول هنا يرقد الكسول


استخدم أدواتك بدون قفاز وتذكر أن القطة المكممة لا تصطاد الفئران


قطرات الماء المستمرة تذيب الصخر


إذا أردت قضاء مصلحتك فلتذهب بنفسك


من أراد أن تزدهر حاله بالمحراث .. يجب أن يكون نفسه إما صاحب الأرض أو سائق المحراث


تضر بنا قلة العناية أكثر مما تضر قلة المعرفة


العلم للبحاثة ، والغني للحريص ، والقوة للجرئ ، والجنة لذي الفضيلة


بسبب الحاجة إلي مسمار ضاعت الحدوة ، وبسبب الحاجة إلي حدوة ضاع الحصان ، وبسبب الحاجة إلي حصان ضاع راكبه ،إذ غلبه العدو وقتله ، كل هذا بسبب إغفال العناية بمسمار حدوة


لا تشتري إلا ما تحتاج إليه فإذا لم تكن بحاجه إليها فهي في الواقع باهظة الثمن بالنسبة لك


اشتر مالا حاجة بك إليه فلا تلبث أن تبيع ضرورياتك


إن العقلاء يتعلمون بما يلحق الغير من ضر ، أما الحمقي فيندر أن يتعلموا مما يصيبهم


عندما تجف البئر يعرفان قيمة الماء


إن غرام التعالي بالملبس لعنة حقيقية ، فإذا شئت أن تستشير أحداً فلتستشر حافظة نقودك


علي القوارب الصغيرة أن تلزم الشاطئ


الرذيلة الثانية هي الكذب أم الأولي فهي التورط في الدين

فرانكلين 2

أحب جارك ، لكن لا تنزع السياج الذي يفصلك عنه



عندما تكون طيباً مع الآخرين ، تكون أحسن ما يمكن مع نفسك


الغوغاء وحش ، عديد الرءوس عديم المخ


خدمة الجمهور بأمانة ، مع إرضائهم في نفس الوقت إرضاء تاماً أمر غير عملي


أبواب الحكمة لا تغلق أبداً


ثلاثة يمكن أن يحفظوا سراً ، إذا مات اثنان منهم


الكل يرغب في أن يعيش طويلاً ، لكن لا أحد يرغب في أن يكون عجوزاً


من أراد أن يصيد السمك لابد أن يخاطر بالطعم


اكتب السيئات علي التراب والحسنات علي الرخام


العاقل الشجاع يجرؤ علي الاعتراف بخطئه


الوقت الضائع لايعثر عليه أحد ثانية


كل واشرب بقدر ما يسمح لك به تكوين جسمك بما يتماشي مع الخدمات التي يؤديها ذهنك


كل من أجل الضرورة لا من أجل المتعة ، لأن الشهوة لا تعرف أين تنتهي الضرورة


إذا أردت أن تستمتع بحياة طويلة وبدن سليم وذهن متوقد ، وتتعرف كذلك إلي أعمال الله المجيدة ، فاعمل في المقام الأول علي إخضاع شهيتك للعقل


كلمة للعاقل تكفيه ، والكلام الكثير يملأ زكيبة فارغة


من يستيقظ متأخراً إضطر إلي أن يركض طل النهار ولا يكاد ينتهي من عمله ليلاً ، بينما يسير الكسل في بطء بحيث لا يلبث أن يلحق به الفقر


إذا كنت تحب الحياة فلا تبعثرن الوقت ، لأنه المادة المصنوعة منها الحياة


الثعلب النائم لا يصيد طيراً


من عاش علي الأمل مات صائماً


لا مكاسب دون متاعب


من لديه صنعة لديه ضيعة ومن لديه عمل لديه ما يدر عليه الربح ويضفي عليه الشرف


المواظبة علي الكفاح هي أم الحظ الطيب

فرانكلين وريتشارد المسكين

فرانكلين وريتشارد المسكين

في وادي الحكمة جلس بينامين فرانكلين يحدث بأحاديث ريتشارد المسكين وفي وسط الجلسة سألته ومن هو رتشارد المسكين إذ أعجبني كثيرا من كلامه فقال لي هي شخصية إخترعتها لأحكي علي لسانها الحكم التي جمعتها عبر الثقافات المختلفة


وإليكم حكم ريتشارد المسكين :

النوم المبكر والاستيقاظ مبكراً يوفر للمرء الصحة والثراء والعقل المفكر


يصعب علي الحقيبة الفارغة أن تقف منتصبة مرفوعة الهامة


لن يصمد الحصن أو الفتاة طويلا بعد أن يبدأ في المفاوضة


الله يشفي ويتقاضي الطبيب الأجر


لا تصدر عن السمك الطازج والضيوف الجدد أية رائحة إلا بعد ثلاثة أيام


الإبقاء علي رذيلة واحدة يكلفك أكثر من عشر فضائل


القطة المكممة لا تمسك فئراناً


الكسل والسكوت من فضائل الحمقي


الضربات الصغيرة تسقط أشجار البلوط الكبيرة


إن أنبل سؤال في العالم هو : ماهو الخير الذي أفعله فيه ؟


ليس هناك رجل ينطوي علي شر كامل ، بل تراه يحترم الخير سراً


لا تتمن كثيراً أن تحيا طويلاً بقدر ما تتمني أن تحيا حياة طيبة


المثل الطيب أبلغ من الموعظة


من لا يستطيع أن يطيع لا يستطيع أن يأمر


أسهل علي المرء أن يكبت أول رغبة من أن يستجيب لكل ما يستتبعها


الموت لا يرتشي


القناعة تجعل الفقير غنيا ، وعدم القناعة تجعل الغني فقيراً


لاشئ يجر علي المرء الألم كالافراط في السرور ، ولاشئ يضعه في الأغلال كالافراط في الحرية


إذا أردت أن تعيش مرتاح البال فافعل ما ينبغي عليك لا ما تشتهيه


الإثم لا يؤذي لأنه محرم ، لكنه محرم لأنه يؤذي


المتكبر يكره التكبر في الآخرين


بلغ رجل من العلم أن كان بوسعه أن يذكر اسم الحصان بتسع لغات ، وبلغ من جهله أن ابتاع بقرة ليركبها


لا يثار الغضب بدون سبب ، لكن يندر أن يكون السبب وجيهاً


من ذا الذي يخدعك كثيرا مثل نفسك؟


الأحمق المتعلم أشد حماقة من الأحمق الجاهل


من ينام مع الكلاب يستيقظ مع البراغيث

الأحد، مايو 16، 2010

يحيا حقي ويحي حقي 3

أظن الالهام لا يدوم طويلا إذا لم يتصل الفنان بالناس وتجمعهما تلك المجاوبة الروحية التي هي قوام كل نتاج فني وهدفه ؟




هناك من في حياتهم عبرة وهذا دورهم المقسوم لهم في دنيانا أن تتركز فيهم حدة المتاعب والمشاكل الموزعة حتي تبدد أثرها بين العامة ، فهم خير من ينطق بما هناك ، وهم أيضا أول من يتلقي الصدمة إذا أصيب كيان المجتمع بهزة ، كالنتوء البارزة في الجذع ، عنوان سر الشجرة ، ومكمن الحياة لفروع جديدة ، أول ما يسقط إذا أريد تهذيب هذا الجذع

إن أمنع الدروع هو الذي يلبسه من لا يبالي

كل عمل لم يسبقه اتخاذ الأهبة والاستعداد حماقة وتهور وادعاء .. وما نخسره من اضراب القادرين علي العمل أهون بكثير وأسهل تداركاً وعلاجاً من الضرر الذي يصيبنا من عمل المتسرعين

الأساس الذي تقوم عليه كل الأدواء هو ما قد قر في الأنفس من شعور الضعة والهوان والتسليم والسكوت علي الظلم ، وإيثار الراحة والسلامة ولو كان فيهما الذل علي الجهاد ولو كان فيه بعض الفداء ، والنكوص عن المطالبة بالحق وإهمال أداء الواجب علي حد سواء

الصبر سيد الفضائل وأشقها منالاً

علاج الخوف التوكل علي الله

الشعور بالمسئولية هو الذي يجعل لك رأياً


الناس إذا لم يبق لهم هدف ، وضاعت ثقتهم في أنفسهم وافتقدوا من يقيم العدل بينهم ، مالوا إلي النهب

يحيا حقي ويحي حقي 2

الضعيف هو الذي يتلقي الضربات حتي غير المقصودة منها


كنا بالأمس لا شأن لنا بالمظاهرة وأسبابها ولكنا اليوم ندرك معني الظلم بل نعتقد – وهنا الخطر – أن هناك من الظلم مالا يمكن دفعه إلا بمثل قسوتها

إن فعل الجندي في المظاهرة وضربه للمتظاهر دليل علي أن هناك خللا في جهاز الحكومة بل يدل – ياللنكبة الكبري – علي أن هناك خللا في كيان الأمة كلها وماكان هذا الجندي يقدم علي فعلته لولا إحساسه بأن نفوس رؤسائه أشد استهانة منه بكرامة الشعب ، وأنه عبر بضربته عن خبايا نفوسهم

إن ثورة الشباب علي الظلم انقلبت عشقاً مولها بالحرية

وأفلس دكان النجارة وكان عذره أن العمل قليل ، ونسي أننا كنا نطلبه فلا نجده، وأن العمل الذي نكلفه به ونظن أنه ينقضي في يوم يظل في دكانه أسابيع وشهوراً

ليست السعادة في الثروة -  مهما بلغت -  إذا ركدت ، بل في تجددها وإن قلت

الرجولة لا تكتمل إلا إذا قمت بواجبك وأديت عملا فيه نفع للناس وعمران للأرض وتكثير للرزق

يا بُني إن الإنسان لم يُخلق عبثاً ، خُلق للجهاد لا للأحلام فأنت تري الطفل ضم يديه ورفس برجليه ، وبكاؤه تحذير بأنه مقبل يشق طريقه بعزم في معترك الحياة

يحيا حقي ويحي حقي

يحيا حقي ويحي حقي

كنت في وادي الحكمة رأيت رجل بانت عليه السن وكثر حوله الناس وفيه دعابة وفطنة ثم سألت عنه فإذا هو يحي حقي فأول ما بهرني منه اسمه الذي هو في حد ذاته قضية ومطلب وموضوع فمن اسمه يحيا حقي جدير بأن يكون له في الحياة رسالة وله في رسالته جهد وإصابة ثم سألت علي ما يقصه علي مستمعيه فقالوا يحكي لهم قصة ورواية وحدوته وحكاية اسمها صح النوم
عندها هتفت صائحا الله أكبر يحيا حقي وصح النوم وقلت في فرحة غامرة ألعب وريهم ثم دنوت منه أسمعه ولم أقم من مجلسه حتي حفظت عنه تلك الكلمات

إذا تابت البغي إنقلبت قواده
إن عاهات النفوس شئ بشع ، لأنها المخلوق الوحيد الذي لا يعيش إلا مختنقاً ، فإذا أتحت له التنفس مات

المرأة ضعيفة ولكنها تغطي ضعفها بكساء من الجبروت


المرأة يلذ لها ويسعدها بدافع من عاطفة الأمومة أن تبكت زوجها بين الحين والآخر وأن توقفه – وإن كان بطلا!- بين يديها موقف الطفل المذنب الذي يؤنب ويوبخ ، حتي إذا غضب امتدت له الأيدي المشفقة والأذرع المحبة

لكل مهنة قناع يخفي وجه صاحبها

الحب أناني عنيد مخلوع العذار ، وجوهر صاف لا يمتزج بغيره


الحياة أم لها ثديان أحدهما يجود بالعسل واللبن ، والآخر ينضح بالمر والعلقم ، وأن من طبع هذه الأم –لحكمة لا نعلمها – أن تنقل بعض أبنائها من ثدي إلي ثدي

الحب بين إثنين يعني أنهما آمنا أنهما إذا تقاسما الحياة كملت لهما

الأربعاء، مايو 12، 2010

سبع خصال تريح قلبك

راحة القلب والسعادة

سبع خصال تجتنبها يتحقق لك راحة القلب وهي :
لا تحزن علي مافاتك
ولا تحمل هم مالم ينزل بك
ولا تلم الناس علي مافيك مثله
ولا تطلب الجزاء علي ما لم تعمل
ولاتنظر بشهوة إلي مالم تملك
ولا تغضب علي من لم يضرك غضبه
ولا تمدح من لم يعلم في نفسه خلاف ذلك

أسرار

أسرار

سألني أحد الحكماء مرة فقال لي
هل تدري ما هو شجرة النجاح وما هو مصدر الحكمة ومبعث القوة وسر الشباب الدائم وينبوع الطمأنينة وراحة الضمير ؟
فقلت له لا أعلم
فقال :
شجرة النجاح العمل
ومصدر الحكمة هي القراءة
ومبعث القوة التفكير
وسر الشباب الدائم الرياضة
وراحة الضمير وينبوع الطمأنينة العبادة

إحذر من الآفات

إحذر من الآفات

فآفة الملوك سوء السيرة
وآفة الوزراء خبث السريرة
وآفة الرعايا ضعف السياسة
وآفة العلم حب الرياسة
وآفة القضاء شدة الطمع
وآفة العلماء قلة الورع
وآفة الأمراء إضاعة الحزم
وآفة الهوي استصغار الخصم
وآفة المنعم سرعة المن

من كلام ابن المقفع


كان ابن المقفع يقول ليست من خلة تكون للغني مدحاً إلا وهي للفقير عيباً
فإن كان شجاعاً قيل أهوج
وإن كان وقوراً سمي بليداً
وإن كان حليما قيل دنيا
وإن كان صموتا يسمي عييا
وإن كان جوادا قيل مبذراً


ألوان الصبر

ألوان الصبر

تجولت في الوادي علي غير هدي وكلما مررت بقوم يتسامرون سمعت كلام أعجبني وكان أول ما سمعت رجل يتحدث عن ألوان الصبر
الصبرعن شهوة المعدة يسمي القناعة
والصبر عن شهوة الجسد يسمي عفة
والصبر عند المصيبة يسمي صبرا
والصبر عند القتال يسمي شجاعة
والصبر عند الحرمان يسمي ضبط النفس
والصبر عند الغضب يسمي حلما
والصبر علي حفظ السر يسمي الكتمان
والصبر عن فضول المعيشة يسمي زهد
والصبر عند توقع الأمور يسمي تؤددة
والصبر عند التجربة يسمي إيمانا

لقاء مع بزرجمهر

قابلت بزرجمهر حكيم الفرس

فقال لي :
نصحني النصحاء ووعظني الوعاظ فلم يعظني أحد مثل شيبي ، ولا نصحني مثل فكري، ولقد استضأت بنور الشمس وضوء القمر ، فلم أستضئ بضياء أضوء من نور قلبي .
وملكت الأحرار والعبيد فلم يملكني أحد ولا قهرني غير هواي
وعاداني الاعداء فلم أري أعدي من نفس إذا جهلت
وزاحمتني المضايق فلم يزحمني مثل الخلق السوء
ووقعت من أبعد البعد ومن أطول الطول فلم أقع في شئ أضر علي من لساني
ومشيت علي الجمر ووطئت الرمضاء فلم أري نارا أحر علي من غضبي إذا تمكن مني
وطالبتني الطلاب فلم يدركني مدرك مثل اساءتي
ونظرت ما الداء القاتل ومن أين يأتيني فوجدته من معصية ربي سبحانه وتعالي
والتمست الراحة لنفسي فلم أجد شئ أروح لها من تركها مالا يعنيها
وركبت البحار ورأيت الأهوال فلم أري هولا مثل الوقوف علي باب سلطان جائر
وتوحشت في البرية والجبال فلم أري أوحش من قرين السوء
وعالجت السباع والضباع والذئاب وعاشرتها وعاشرتني وغلبتها فغلبني صاحب الخلق السوء
وأكلت الطيب وشربت المسكر فلم أجد شيئاً ألذ من العافية والأمن
وتوسطت الشياطين والجبال فلم أجزع إلا من الانسان الحقود
وأكلت الصبر وشربت المر فلم أري شيئاً أمر من الفقر
وشهدت الحروب ولقيت الجيوش وباشرت السيوف وصارعت الاقران فلم أري قرنا أغلب من المرأة السوء
وعالجت الحديد ونقلت الصخر فلم أري حملاً أثقل من الدين
ونظرت فيما يذل العزيز ويكسر القوي ويضيع الشريف فلم أري أذل من ذوي فاقة وحاجة
ورشفت بالنشاب ، ورجمت بالحجارة فلم أ{ي أنفذ من الكلام القاسي عندما يخرج من فم مطالب بحق
واصطنعت الاخوان وانتخبت الاقوام للعدة والشدة والنائبة فلم أري شيئاً أخير من الكرم عندهم
وطلبت الغني من وجوهه فلم أري أغني من القنوع
وتصدقت بالذخائر فلم أجد صدقة أنفع من رد ذي ضلالة إلي هدي
ورأيت الوحدة والغربة والوحشة والمذلة فلم أري أصعب من مقاسات جار السوء
وشيدت البنيان لأعز به واذكر فلم أري أعز شرفا من اصطناع المعروف
ولبست الثياب الفاخرة فلم ألبث شيئاً مثل التقوي
وطلبت أحسن الاشياء عند الناس فلم أجد شيئاً أحسن من حسن الخلق

الاثنين، مايو 03، 2010

محمد كامل حسين 3

إنما يدفع الجنود إلي المخاطرة بحياتهم ظنهم أنهم قد ينجون من الموت في الحرب ، وعلمهم أن النظام لن يسمح لأحد يخالفه أن ينجو من الموت


فالجندي شجاعته جبن وتصور له علي انها المجد كله ، وإقدامه خوف ويصور له علي أنه بطولة وتضحية والنظام يؤكد له أنها وطنية وكرامة
وطاعته غباوة والنظام يصورها إخلاصاً

من تمام الخداع أن نكرم الجندي المجهول هذه فكرة رائعة تمثل أكبر خدعة يضعها النظام أمام الناس لأن أحداً من الأحياء لن يضيره أن يرفع جندي مجهول بعد موته فوق الملوك والأمراء ، وهؤلاء لا يضيرهم أن يكرموا ميتاً مجهولاً ، ولعل الميت المجهول نفسه لا يعبأ كثيراً بهذا التكريم ، أما الجنود الذين يعيشون فلا يكرمهم أحد ، وسواء أكانوا أصحاء أم عجزة مشوهين فإنهم لا يعلون علي أحد بل يظلون في طبقتهم لا يرتفعون عنها

إن عاطفة الرحمة لا تذهب بشئ من قوة العدل إن كان الحكم عدلا ، وهي تخفف من وطأة الظلم إن كان الحكم ظلماً

الحيوان غاية فهمه الالهام ، ولما كان العقل فوق الالهام فإن الحيوان لا يستطيع بألهامه أن يتصور العقل أو يفهم كنهه
كذلك الإنسان غاية فهمه العقل ولما كان الإيمان فوق العقل فإن الانسان لا يستطيع بعقله أن يتصور الايمان أو يفهم كنهه
ومن الذي وضع الايمان فوق العقل ؟
هذا واضح أن الايمان لا يكون إلا في العقلاء ، أما العقل فيكون في المؤمنين وغير المؤمنين وهذا يعني في الترتيب الطبيعي أن الايمان فوق العقل . وهذا يعني أن الأول يمحو الثاني بل يدل علي أنه قد يكون في الايمان مالا يستطيع العقل أن يكون حكما فيه .

أوثان جديدة تعبد
من هذه الأوثان التي سيعبدها الناس الكرامة القومية والوطنية والولاء والحرية والطاعة لأولي الامر والقانون وسيسمون ذلك الفضائل المدنية وهناك أوثان أخري يسمونها الفضائل كالشجاعة والتضحية والصالح العام وسيعكفون علي تقديس النجاح والتفوق ، وستبلغ بهم عبادة الأوثان أن يقتلوا أنفسهم دفاعاً عن أعلام جيش أو حدود دولة أو رداً لكرامة ملك . كل هذه أوثان يعبدها الناس وقد لا يكون فيها ضرر حتي تصطدم بالضمير أي بأمر الله ، عند ذلك يكون الخضوع لها وعبادتها من دون الضمير كفراً وشركاً وضلالاً دون اثمها ما تكون عليه عبادة الأصنام ، إن من يعبد الدين نفسه عبادة تحمله علي أن يتخطي حدود الضمير فيؤذي الناس في سبيل حماية الدين يكون قد أشرك بالله


وسيضل الناس حين يعتقدون أن الجماعة أعظم من الفرد ، وأن خيرها أعظم من خير الفرد ، وأن نفعها يسوغ الاغضاء عن ضمير الفرد ، إنما الجماعة صنم يدعوكم إلي عبادته من تنفهم هذه العبادة ، ويزينون لكم أن الجماعة تسعد وان لم يسعد أفرادها ، وهو وهم يقول به من يعنيه أن يشقي عدد كبير من الناس ليسعد عدد قليل منهم ، إن الصالح العام لأخطر الأوثان وأشدها ضرراً حين يُعبد فيطغي علي أوامر الضمير

سر التقوي وأصل الخير الحب في الله


لا تدعون الناس إلي اتباع الدين لأن فيه صلاح أمورهم الدنيوية ، فإنكم أن تفعلوا تجعلوا للناس سبيلاً إلي انكار الدين كله حين يرون أن اتباعهم لأوامره يعرضهم لخطر أو يحرمهم متعة الحياة ، وإنما يدعي إليه علي أنه إيمان ، وأن الايمان جزء لا يتجزأ من تكوين الانسان ، وأن الانسان بدونه يظل بالطبع حيواناً

أسباب الضلال بين الناس هي عبادة الأوثان والشهوة الجامحة وانعدام الحب

محمد كامل حسين 2

الإقدام والإحجام

إن الحجج التي تدعو إلي الاقدام في حاجة إلي التتابع حتي تشتد وتقوي ، والحجج التي تدعو إلي الاحجام تنحدر في سهولة حتي تبلغ السلبية المطلقة . ذلك أن الدعوة إلي العمل الإيجابي أسهل علي الداعي من الدعوة إلي التبصر ، وإن كان حمل الناس علي الاستجابة إليها ساعة العمل أصعب ، أما الدعوة إلي الإحجام فهي أصعب علي الداعي وإن تكن أسهل علي الناس تنفيذاً

والموقف الايجابي يجعل النفس أكثر ارتياحا ، وفيه لذة نفسية تشتد عند النقاش ، ومن هنا كانت الدعوة أسهل وأدعي إلي رضي الداعي والمدعوين ، والموقف السلبي يضع الداعي موضع الاتهام ، والدعوة إليه تحتاج إلي شجاعة واخلاص يذهب ببهجتها أن التنفيذ لا يحتاج إلي شئ من الشجاعة .

والناس يختلف أمرهم ساعة الجدل في ما يجب عليهم عمله ، عن أمرهم ساعة القيام بالعمل نفسه وقد يكون الداعي إلي الاقدام أقل الناس اقداما حين يجئ وقت العمل ، ولا يكون ذلك منه اقتناعا بصواب ما يعمل ، وإنما هي طبيعة الندوات حيث يجتمع الناس يبحثون أمرا جدا ، هنالك يكون نصيب الرأي الذي يدعو إلي الاقدام وإن كان خطأ أن يغلب علي الرأي الذي يدعو إلي الاحجام مهما يكن صواباً ، سواء أكان الداعون إلي الاقدام في طبعهم الاقدام عند العمل أم لم يكونوا ، تلك طبيعة الشوري حين تتم في مجتمع كبير ،

أول أسرار الحياة السعيدة
من عمل ما ليس من طبعه ولو كان صوابا تعرض لخطرين ، خطر النفاق وخطر الإخفاق ، فإن الصدق بأوسع معانيه أي التوافق بين حياة الانسان وما ركب فيه من طباع هو أول أسرار الحياة السعيدة الطيبة

إن القول والرأي يكذبان ، أما العمل فلا يكذب

الحب والبغض
الأمران مختلفان وإن كان الناس يظنون أنهما متلازمان ، فيختلط عليهم الأمر فيحسبون أن حبهم للصديق لا يكون إلا ببغضهم لعدوه ، وأن حب الوطن مثلا لا يكون إلا ببغض أعدائه ، وشتان بين العاطفتين ، فالحب لا يدعو إلي الشر أبداً ،

الحق والقوة
الحق والقوة الحق له حدود طبيعية ، بل هو هذه الحدود نفسها ، والقوة من طبعها أن تتخطي الحدود ما استطاعت ، فإذا رأيتموهما يسيران جنبا إلي جنب فذلك إلي حين ، والذين يدافعون عن الحق بالقوة لا يلبثون إلا ريثما يبلغون ما يريدون ثم تصبح القوة وحدها رائدهم ، ودعوي استعمال القوة لبلوغ الحق دعوي قصيرة الأمد لا تلبث إلا قليلا ، ثم تصبح الدعوة إلي القوة سافرة حين تكون في غير حاجة إلي مسوغ من الحق ، وكل من اتخذ القوة وسيلة إلي الحق يجد بعد قليل أنه إنما اتخذ الحق وسيلة إلي القوة

الرأي أن تهتدي بالعقل مالم يتعد حدود الضمير

الجماعة والخير والشر
الجماعة تقدم علي الشر في يسر بالغ لأن أفرادها يقتسمون وزر الاثم فلا يشعر أحد منهم أنه آثم حقا ويعفيه من الندم أن له شركاء وأن نصيبه من الذنب ضئيل ، وأنه لو لم يشترك فيه لوقع علي كل حال
والجماعة تقدم علي الخير في صعوبة لأن كل فرد منها يؤثر أن ينسب إليه الفضل

الحرب
لو أن الذي يعلن حرباً علي قوم آمنين ، يكون علي يقين أنه سيموت لساعته من جراء هذه الحرب ما أعلن أحد حربا أبداً ثم أن الحروب تقوم أثر خطأ يركتبه رجال الحكم
ليس من العدل أن يموت الابرياء والعلماء وأصحاب الرأي الراجح وكل ذي كفاية في شتي نواحي الحياة في الأمة لخطأ يرتكبه زعيم سياسي ، ثم لا يصيب هذا الزعيم شر من جراء خطئه ، إن الذي يسوق قومه إلي الحرب مقامر حقير يقذف بالناس إلي الموت وهو عالم أنهم إن انتصروا فالغنم له وإن خذلوا فهو بمنجاة من كل عقاب
لتقم الحروب إذا شئتم ولكنها يجب أن تبدأ بقتل من يدعون إليها

الحروب تقتل أكثر الافراد شجاعة وتضحية وتترك غيرهم ينعمون بالحياة دونهم

المجد إنما يتشدق به الاحياء الذين لم يكن لهم أثر فيه ، أما الموتي الذين أقاموه فلا يتحدثون عن شجاعتهم وتضحيتهم

قول المعتدين
قد يكون الهجوم خير وسيلة للدفاع هذا ما يقوله كل معتد ، وحد الاعتداء عندي أن يوجد الجندي خارج حدود بلاده ، فمن وجد خارج حدود بلاده فهو المعتدي مهما يكن سبب هذا الخروج

إن أولي الأمر والقواد يعلمون أن عليهم أن يخدعوا قومهم فيصورون لهم الاعتداء دفاعا وهي خدعة طال عليها الأمد ولا يجوز أن يخدع بها أحد بعد اليوم

للحرب قانون واحد
ومما يخدعون به الجند دعواهم أن للحرب قوانين تخفف من ويلاتها وتذهب بأكثر فظائعها وعندي أن الحرب يجب أن لا يكون لها إلا قانون واحد هو أن كل من خرج من بلاده ليحارب قوما آمنين في ديارهم فهو المعتدين ويحل لهؤلاء أن لا يراعوا فيه قانونا ولا عهدا وأن لا تأخذهم فيه رأفة ولا رحمة

الأحد، مايو 02، 2010

محمد كامل حسين

يوم جميل شمس مشرقة وهواء عليل تلك هي ملامح ذلك اليوم الذي قابلته فيه ومع هذا الجو البديع إلا أنه كان قادراً علي تغيير إحساسي بكل هذا عندما بدأ يقص علي قصة القرية الظالمة قصة موجعة رسم حدودها بعناية فائقة ولكني لن أقص عليكم القصة فلها مكان آخر أسردها فيه ولكني أحكي لكم أفضل كلامته وجمله



اما الرجل فإنه محمد كامل حسين ومن أقواله :


الصبر والأناة وحب التأمل الطويل والتفكير العميق يصل بك إلي أرقي مراتب الحكمة
من الناس من يكون النجاح معبوده الأكبر وإنه ليفترسهم ويقضي علي فضائلهم كلها

" الله هو الحب " رأي لا يضع من قدر الله ولكنه يرفع من قدر الحب



إذا كان الذي يعلم الجريمة لا يصنع أداتها ، والذي يصنع أداتها لا يعلم عنها شيئاً فإنها تتم في سهولة إن هذا التوزيع يجعل الناس في حيرة أين يقع عذاب الله ، هكذا ترتكب أكبر الجرائم دون عقاب


لو أن القاضي حين يحكم بالاعدام يتولي هو تنفيذه لكان له رأي آخر في قيمة الأدلة ، والقائد الذي يأمر جيشه أن يسرف في القتل إنما يأمر ، وعلي غيره أن يقتل ، وقديما قتل الأنبياء وكان قتلهم يتم علي هذا النحو موزعا علي الناس توزيعا يجعل الجماعة وحدها هي القاتلة

إن الذين يقومون علي أمور الناس لا يحق لهم أن يتولوا ذلك إلا أن تكون قد كملت شخصيتهم ، واستقرت طباعهم ، وهدأت نفوسهم ، وبرئت من أدرانها حتي لا يصيبوا الناس بأدوائهم

والذين يعملون في الحياة العامة يجب أن يكونوا قد خلصوا من صعاب حياتهم الخاصة


إن الترهب أكبر مظاهر الأنانية ، مهما يكن فيه من ارهاق وحرمان ، إنه لا يراد به إلا أن ينفع الراهب نفسه في الدنيا أو في الآخرة ولا ينفع تبتله أحداً غيره

إنما يرهق الناس أنهم يرون الحياة سباقا ، ومن رآها كذلك فلن يقنع بشئ ، ولن يرضي عن نفسه ، ولو أوتي ملك القياصرة ، ولو أنهم راضوا أنفسهم علي أن الحياة ليست سباقا وإنما تحقيق ما ركب فيهم من قوة وقدرة ، ولو أنهم علموا أن كل واجبهم أن لا تقصر همتهم عن تحقيق ما خلقوا له ، وما ركب في طباعهم من قوة أو ضعف ، لاتفق لهم بذلك كل ما به يسعدون

إن أكبر الجرائم ترتكب في يسر وسهولة ، إذا وزعت توزيعاً يجعل نصيب كل فرد أصغر من أن يضطرب له ضميره ! لم يجد الشيطان إغراء للناس يسوقهم إلي جهنم أقوي أثراً من هذا القول

إن الشك عندما يحين وقت العمل لايغني شيئاً


العامة لا يفهمون التشكك ، حتي حين يكون الشك هو الصواب ، بل هم يتبعون من يؤكد لهم أن رأيه هو الحق الذي لاريب فيه ، ولو كان خطأ كله

الجموع الحاشدة إذ أيقن أنها لا تفهم الحق ولا العقل ولا العدل ، وإنها لا تفهم إلا القوة ولا تخضع إلا لها

السياسة عند أهلها غايتها تحقيق الممكن ، أما الاصلاح فهو تحقيق ما يبدو أنه غير ممكن


السياسيين أجهل الناس بما يتولون من أمر وإن عظماءهم قوم يسايرون الحوادث ويحسبون أنهم يسيرونها ويخضعون للعامة ويحسبون أنهم الأعلون ، مادام لهم من العظمة مظهرها

حسن ظن الناس بالحاكم أكبر أسباب نجاح الحاكم

وسر التوفيق  الاخلاص المطلق


الاصلاح أقرب ما يكون إلي النجاح حين يكون قريباً من الواقع ، وإن الاصلاح الجارف الذي يسمو عن ما يكون عليه الناس سموا كبيرا لا أمل له في النجاح ، وإن المصلح الحق هو الذي يرتفع بالناس عن ماهم فيه ارتفاعا قليلا
عليه أن يعلم أن الزمن عامل من أكبر عوامل الاصلاح

الدعوة التي قد تصلح الناس بعد آلاف السنين تكون عليهم وبالا إذا عملوا بها قبل أن تتهيأ لها نفوسهم

الشر لا يؤدي إلي الخير مطلقاً إلا وهما وإلي حين ، ثم يطغي الشر

الشوري هي وسيلة إلي خلق الضمير عند الجماعة

الجماعة أقدر علي الاندفاع منها علي التعقل وأقدر علي التمادي في الباطل منها علي الرجوع إلي الحق

إن الجندي عندنا يجب أن لا يفكر ، ولا معبود له سوي النظام ، ذلك النظام الذي يريح الضمير والفكر ويجعل من الانسان آلة طيعة فيكون له العذر عند نفسه إذا أصبح لا ضمير له