الخميس، ديسمبر 01، 2011

السباعي عود علي بدء 2

السباعي عود علي بدء 2

 القوة.. والجاه



من اطمأن إلى القوة فهو مغلوب، ومن اطمأن إلى الجاه فهو مخلوع.


الدهماء.. والحرية


في ضجيج الطبول تختنق أصوات الحرية، وفي صخب المواكب تطمس معالم الحقيقة.



استغلال الساسة


لا يبلغ الأعداء من أمة ما يبلغ فيها استغلال ساستها لمثلها العليا.



مرض الخائنين


اتهام الناس بالخيانة مرض الذين كانوا من قبل خائنين.


امتداد سلطان المفسدين


لا يغرنك امتداد سلطان المفسدين؛ فإن من حكمة الله أن لا يأخذهم إلا بعد أن لا يوجد من يقول عنهم: يرحمهم الله!


من طبيعة الظالمين!


من طبيعة الظالمين أن ينادوا بالحرية ليئدوها، ويتحدثوا باسم الشعب ليستعبدوه، ويدافعوا عن الفقير لئلا يصبح غنيًّا، ويقاوموا الطغيان ليفرضوا طغياناً أشد وأقسى.


ما أكفره!


من طبيعة الإنسان – إلا من رحم الله – أن يطالب بالحرية والعدالة والكرامة حين يكون ضعيفاً مضطهداً؛ فإذا قوي وتحكم، كان طاغية جائراً مذلاً لكرامات الرجال.


مُخادع


تأخذ الأموال من أجلي، فلماذا لا تنفقها علي وأنا إليها محتاج؟


لا يدوم


لا يدوم لطاغية سلطان، ولا لكذاب محمدة، ولا لبطر نعمة.


بين الاستعمار والطغيان


استعمار الأجنبي يخلق في الأمة روح الكفاح، وطغيان المواطن يقضي على هذه الروح.


بين الاستعمار والطغيان


المستعمر يعمل على استغلالك ثم لا يبالي بسخطك، والطاغية يعمل على إذلالك ثم لا يعجبه إلا أن ترضى وتثني عليه.


غرور الطاغية


الطاغية متأله مغرور، لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعاً.


لا تحقرن أحداً


لا تحقرن أحداً مهما هان، فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله وتخشى فعاله.


ما رأيت!


ما رأيت سياسيًّا لا يكذب، ولا عسكريًّا لا يتغطرس، ولا غنيًّا لا يبطر، ولا حديث نعمة لا يسخف.


زوج الطاغية وأولاده


الطاغية يتزوج الغرور، فيلد ثلاثة أولاد: الحمق، والحقد، والجريمة.


الحكم!


الحكم محرقة أو مخرقة وقلّ فيه الخالدون.


خداع الاستعمار


الغربي وحش يستر مخالبه بالحرير ليخدع فريسته.


الجماهير الجاهلة


الجماهير الجاهلة تمكن جزاريها من رقابها وهي تصفق لهم.


القوة والضعف


القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش عند أقل المغريات.


يخربون بيوتهم بأيديهم


إن لله سيوفاً تقطع رقاب الظالمين منها: أخطاؤهم، وحماقاتهم.


من جنود الحق


إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل.


النظام الديكتاتوري


النظام الديكتاتوري حاكم له مظاهر الألوهية وأفعال الشياطين، وشعب تعداده ملايين الأجسام وله عقل واحد، وأرض تذرع ملايين الفدادين يسكنها ظالم واحد، ودولة فيها ملايين العبيد يحكمها سيد واحد، وتاريخ كان يكتبه الملايين من الصادقين فاحتكر كتابته كذاب واحد.


الديكتاتورية والتقمص!


الديكتاتورية: إلغاء ملايين العقول والاكتفاء بعقل واحد، والازدراء بملايين الآراء وتمجيد رأي واحد، وإهمال ملايين الفعاليات واستعمال فعالية واحدة، والديكتاتورية أعجب عملية "تقمص" في تاريخ العقائد: تتقمص الملايين في شخص واحد، فتسافر إن سافر، وتقيم إن أقام، وتبكي إن بكى، وتسخف إن سخف، وتهوي إذا هوى.


الطاغية شيطان يتحدى


الطاغية يتحدى صفات الألوهية والنبوة، إن الله حين أراد أن يخلق آدم أخبر الملائكة، والرسول حين أراد أن يخوض معركة بدر استشار أصحابه، والله يرحم عباده، والرسول يشفق عليهم، أما الطاغية: فلا يخبر بل يأمر، ولا يستشير بل يشير، ولا يرحم ولا يشفق، بل يظلم ويُعنت.


الديكتاتورية ردة!


الديكتاتورية أبشع ردة في عصر الذرة إلى عصر الاسترقاق الجماعي في العصر الحجري الأول.


هذا هو الانقلاب


الانقلاب أن تتكلم البندقية بدلاً من اللسان، ويقنع المدفع بدلاً من البرهان، ويجتمع السياسيون في السجن بدلاً من البرلمان، وتتحكم الأحذية الغليظة في العقول والأذهان.


بداية الانقلاب ونهايته


كل انقلاب يبدأ مشرقاً وينتهي مظلماً، ويبدو مخلصاً، وينكشف أنانيًّا، ويلفظ باسم الشعب ثم ما يلبث أن يلفظ الشعب نفسه.


بداية الانقلاب ونهايته


الانقلاب يبدأ ضد شخص أو وضع، ثم ما يلبث أن يصبح انقلاب قادته بعضهم على بعض.

السيئات "تنسي" الحسنات!


من أحسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.

الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

السباعي عود علي بدء

السباعي عود علي بدء

  مرتع خصيب
الجهل بالدين مرتع خصيب لضلالات الشياطين، والفقر في الدنيا مرتع خصيب لمؤامرات المتربصين، وفقدان العدالة الاجتماعية مرتع خصيب للثورات والبراكين، ومخالفة دين الله مرتع خصب للهلاك المبين.
يقظة الراعي
الراعي اليقظ يضيع على الذئب أحلامه الشرهة.
حين تخلو الساحة
حين تخلو الساحة من الأبطال: يتمنطق بالسلاح كل جبان خوار، وحين تخلو من الزعماء: يتصدى للقيادة كل سفيه غرير، وحين تخلو من الأمناء: يتظاهر بالوفاء كل خوان حقير، وحين تخلو من الحكماء: يدعي الفلسفة كل جاهل مغرور، وحين تخلو من المجاهرين بالحق: يصول فيها كل طاغية لئيم.
زعامة الصغار!
إذا تصدى للزعامة صغار العقول، سفهاء الأحلام، كان ذلك علامة على طغيان الأهواء، وانحلال الأخلاق، وتفسخ المجتمع.

المصلحة الخاصة والعامة
الناس في العمل للمصلحة العامة ثلاثة: واحد ينسى مصلحته الخاصة؛ فهذا أكرم الناس، وواحد يذكر مع المصلحة العامة مصلحته الخاصة؛ فهذا من أفاضل الناس، وواحد لا يذكر إلا مصلحته الخاصة؛ فهذا شر الناس.

حال لا تدوم
جديد اليوم عتيق الغد، ومشهور اليوم مغمور الغد، وحاكم اليوم محكوم الغد، وعزيز اليوم ذليل الغد، وغني اليوم فقير الغد، وقوي اليوم ضعيف الغد.

لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين
لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام، ويؤذوا جنوده الصادقين، فأمهلهم الله بضع سنين، وأمدهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين، كاذبين في ادعاء الورع والغيرة على الدين، أذاقهم الله العذاب الأليم. ?وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد?.

حقد الطاغية
الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمداً، والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح، وحقد الطاغية يدمّر الأمة تدميراً.

الطاغية عدو أمته!
الطاغية يحقق لأعداء الأمة من المكاسب ما لا يستطيعونه بالانتصار في المعارك.
· الطاغية يذل الأمة، ويعز أعداءها.
· حسب الأمة شقاءً الطاغية، أن يميت أحرارها، ويحيي أشرارها


لقائي مع إيمرسون 17

لقائي مع إيمرسون 17
يعاني الأناني من أنانيته أكثر مما يعانيه الشخص الذي تمنع عنه تلك الأنانية منفعة مهمة

ها نحن مشلولون بالخوف نتشبث بممتلكاتنا الصغيرة من بيت وأراضي ووظيفة ونقود من أجل الخير الذي تقدمه لنا رغم أننا نعترف بأن وجودنا لا ينبع منها .

إن الغرض الذي يجعل كل شخص يرفض الموافقة علي رأيك ، أو يمنع عونه عن خطتك المحسنة ، هو انت إنه يرفض القبول بك كجالب للحقيقة ، لأنه رغم اعتقادك بأنك تملكها ، لا يشعر بذلك فأنت لم تقدم له العلاقة الموثوقة.

إن الرجل الذي يأخذ دوره والذي لا ينتظر من المجتمع شيئاً يتمتع بقوة لا يجد المجتمع بداً من الاحساس بها .

كل عائق يؤدي إلي تركيز القوة

اعمل في كل ساعة بأجر أو بدون أجر ، تأكد فقط من كونك تعمل ، ولن يكون بوسعك أن تخطئ الثواب سواء كان عملك رفيعا أو بدائياً ، سواء كنت تزرع القمح أم تكتب الملاحم ، ليكن فقط عملاً مخلصا ، تفصله لينال استحسانك الشخصي ، ولسوف يأتي الثواب للحواس كما للفكر ، إنك مولود للانتصار بغض النظر عن المرات التي تهزم فيها ، إن مكافئة العمل المتقن هي فعله .

أجد المتعة الكبري في قراءة الكتاب بطريقة تقدم الحد الأدني من المجاملة للكاتب فأنا أقرأ بروكلوس وأحيانا أفلاطون ، كما لو أنني أقرأ قاموسا ، لعرض الحصول علي العون الميكانيكي الذي يحتاجه الخيال والمخيلة

إن الحركة الدوراة التي تجرف كل ورقة أو حصاة إلي الذروة ، تصل إلي كل موهبة إنسانية ، وسوف يكون لكل منا دوره في القمة .

إذا انتقدت عبقريا مجيداً ، فإن أغلب الاحتمال أنك غير مدرك لما اتنفذه ، و أنك تهاجم الكاريكاتير الذي رسمته له بنفسك ، وليس الشاعر المعني ، ذلك لأن ثمة شيئاً كونيا وغير محدود في كل إنسان ، وخصوصا في كل عبقري ، من شأنه أن يتلاعب بكل ما تفرضه عليه من قيود، متي ما اقتربت منه كثيراً ، لأن كل إنسان هو عن حق قناة تتدفق من خلالها السماء

كل مالا يهمنا محجوب عنا

كل الأشياء والأشخاص ترتبط بنا لكنها وتبعا لطبيعتنا لا تؤثر فينا مرة واحدة إنما بالتتابع ، ونحن حس بوجدها منفرداً كل مرة
إني أرفض القبول بغير الأفضل من بين الأعمال الفنية والكلام والفعل والفكر والأصدقاء
الكثيرون منا اختلفوا في الرأي ، ولم نستطيع أن نعثر علي رجل يستطيع إيضاح الحقيقة

حكمة الطاغية تقول : " إذا رغبت أن تحكم العالم بهدوء ، فعليك أن تبقيه لاهياً"
لكل إنسان فترات من الفضيلة تجعله يزدري أداءه عندما ما يقرانه بإيمانه بما ينبغي عليه فعله .

الحكماء يعرفون أن التشريعات الحمقاء عبارة عن حبل من الرمال يتلاشي عند البرم، وأن علي الدولة أن تتبع طبيعة المواطن وتتقدمه لا أن تقودهما ، وأن المغتصب الأقوي سرعان ما يتم التخلص منه ، وإن الذين يشيدون بناءهم علي الأفكار هم وحدهم الذين يشيدون للأبدية.

إن أفكار الصادقين والبسطاء ذات طبيعة تنبؤية

إن تاريخ الدولة يرسمه بخطوط غير منمقة مسار تقدم الفكر ويقتفي عن الثقافة والتطلعات.
 
كلمة سياسة صارت منذ قرون تعني دهاء مما يشير إلي أن الدولة خدعة!
ينحاز الإنسان للفكرة فورياً ، لكنه لا يصمد للاختبار
لدينا عيون مسرفة تجعلنا نكمل المنحني بمجرد أن لمح أصغر جزء من القوس.
 
الحكمة لها ألسنة أخري غير تلك التي لدينا ، وإن الحقيقة سوف تقال حتي لو صمتنا.
هنالك علي الدوام وجود مؤجل ، غياب ، وما من حضور وإشباع قط.

إن نظرة واحدة إلي السماء والأرض تهدئ كل الانزعاج وتطيب خاطرنا بقناعات أكثر حكمة
الطبيعة في عين الذكي تحول نفسها إلي وعد كبير وتمتنع علي التفسير المتعجل فسرها مكتوم.
 
 

لقائي مع إيمرسون 16

لقائي مع إيمرسون 16
العقار الثمين يبدو في عين النساء حقيقة راسخة ودائمة، أما في عين التاجر ، فهو شئ يمكن خلقه من أية مادة ، ويمكن فقدانه بسهولة.
ويبدو البستان حسن الحرث وحسن الموقع ثابتا بالنسبة لابن المدينة مثل منجم ذهب، أو نهر ، لكنه بالنسبة لمزارع كبير لا يبدو أكثر ثباتا من حالة المحصول .

الطبيعة تبدو مستقرة ودائمة لكن لديها مسببا مثل كل شئ آخر ، فإذا كان لي أن أدركه مرة فهل ستظل هذه الحقول ممتدة أمامي علي هذا الاتساع غير المتزعزع.

المفتاح لكل إنسان هو أفكاره ، إن لديه رغم ما يبدو عليه صلابة وتحد، التوجيه الذي يطيعه ، وهو الفكرة التي تصنف بموجبها جميع حقائقه ، ليس بالإمكان إعادة تشكيله إلا من خلال إطلاعه علي فكرة جديدة تتفوق علي فكرته.

القديم يكره دائماً العبارة الجديدة ، التي ينظر إليها الأشخاص المقيمون في الماضي باعتبارها هاوية التشكيك لكن العين سرعان ما تعتادها .

كل اعتبار شخصي نسمح به يكلفنا مملكة سماوية .

كم مرة يتحتم علينا أن نتعلم هذا الدرس ؟
يكف البشر عن إثارة اهتمامنا عندما نكتشف حدودهم، الخطيئة الوحيدة هي الضيق ، ما أن تقف علي حدود الإنسان ، حتي ينتهي أمره بالنسبة لك ، هل يملك مواهب ؟ هل يملك مشروعاً؟ هل يملك معرفة ؟ لا يهم بالأمس بدا لك جذاباً وفاتنا بلا حدود، أملا عظيما ، بحراً تسبح منه والآن ، وقد اكتشفت شواطئه، تجده بركة، ولم يعد يهمك في شئ ان تراها ثانية .
إن ما يليق بنا نحن المحاطون بالجمال هو الابتهاج والشجاعة والسعي إلي تحقيق تطلعاتنا .
إن حياة الإنسان هي الحكاية الحقيقية التي تقدم للمخيلة ، إذا ما عاشها المرء ببسالة متعة تفوق كل ما تقدمه أية رواية .

في كل ماحولنا تنطمر القوي الدافعة تحت أغطية العادة الخشنة ، ويحال دون العجب يبدو عجيبا لأطباء الاعصاب أن يتمكن إنسان أن يري بدون عينيه ، ولا يخطر علي بالهم أن ما يساويه من العجب تمكنه من أن يري بهما ، ذلك هو الفارق دائما بين الحكيم وغير الحكيم الأخير يعجب لما هو غير مألوف والحكيم يعجب للمألوف أليس علي القلب الذي تلقي كل هذا أن يثق بالقوة التي تجعله يحيا ؟
لقد استحوذ تأثير الحواس لدي أغلب الناس علي العقل إلي الحد الذي أصبحت معه جدران الزمان والمكان تبدو حقيقية وغير قابلة للتجاوز .

تطلع الروح بثبات إلي الأمام ، خالقة عالماً أمامها ، وتاركة عوالم وراءها ، ليس لديها مواعيد ، ولا طقوس ولا أشخاص، ولا اختصاصات ، ولا رجال

لا تعرف الروح سوي الروح

نسيج الأحداث هو الرداء الفضفاض الذي ترتديه الروح .

أولئك القادرون علي التواضع والعدالة والحب يقفون علي منصة تهيمن علي العلوم والآداب ، علي الخطابة والشعر ، لأن من يقيم في هذه الغبطة المعنوية يستشرف تلك القدرات الخاصة التي يجلها الناس غالباً

ما نحن عليه سوف نبلغه ، ليس طوعاً بل لزاما ، تأتي الأفكار إلي عقولنا من ممرات لا نتركها مفتوحة أبداً ، وتخرج الأفكار من عقولنا من ممرات لا نفتحها طواعية أبداً .
ما الذي يحبه الناس في العبقرية سوي الأمل اللامتناهي لديها الذي يزري بكل ما أنجزته؟

إن الناس في جميع الأحوال أفضل مما يبدون عليه. تعجبهم المداهنة في وقتها ، لكنهم يعرفون الحقيقة جيداً.


لقائي مع إيمرسون 15

لقائي مع إيمرسون 15
يرغب الناس في الاستقرار ، إنما لا يوجد أي أمل بالنسبة لهم إلا بمقدار ما يظلون فيه من عدم الاستقرار .

الفرق بين المواهب والشخصية هو الدقة في المحافظة علي الجولة القديمة والمطروقة ، والقدرة علي شق طريق جديد إلي أهداف جديدة أفضل

الرجل العظيم لا يمكن إخافته أو تعذيبه ، تمر الأحداث من فوقه دون أن تترك أثراً كبيرا .
لدينا أولاً الغريزة ثم الرأي ثم المعرفة، تماما كما يكون للنبات جذر ثم برعم ثم ثمرة ثق بالغريزة حتي النهاية ، رغم أنك قد لا تجد المبرر من العبث أن تستعجلها بثقتك بها حتي النهاية ، سوف تنضج وتتحول إلي حقيقة وسوف تعرف لماذا صدقت .
إننا لا ندرك الحقيقة بل نهجسها في العتمة يقول أحدنا دعني أخرج لأتمشي، ولسوف تبدو لي الحقيقة وقد اكتسب شكلا ووضوحاً ، نمضي قدما ، لكننا لا نجدها يبدو لنا أننا في حاجة إلي هدوء المكتبة وجوها المتزن لكي نتمكن من اقتناص الفكرة ندخل إلي المكتبة ، لكننا مازلنا بعيدين كما كنا في البدء ، ثم في لحظة تظهر الحقيقة دون إعلان سابق عن وصولها يظهر ضياء عابر فنحصل علي التمييز ، علي المبدأ، الذي أردناه لكن النبؤة جاءت لأننا كنا قد ضربنا الحصار حول المقام سلفا
أروع الإلهام يموت مع صاحبه إن لم يمتلك اليد التي ترسمه للحواس ، تمر حزمة الضوء غير مرئية في الفضاء ، ولا تظهر للناظر إلا عندما تسقط علي مادة ما .
الفكرة هي الطاقة الروحية عندما توجه إلي شئ ما في الخارج .

كل فكرة هي أيضا سجن ليس بوسعي أن أري ما تراه ، لأنني في قبضة ريح عاتية تقذفني بعيدا في اتجاه واحد يجعلني خارج دائرة أفقك.

بالإمكان قراءة كل قوانين الطبيعة في أصغر الحقائق .

في المحادثة نقتلع المسمار الذي يثبت الصمت المشترك من كل جانب.
الأدب هو نقطة خارج دائرتنا يمكن من خلالها وصف دائرة جديدة


لا يمكن رؤية الحقل جيداً من داخل الحقل

الأشياء التي تعود لك تنجذب نحوك ولا تحتاج إلي أن تسعي إليها ببذل الجهد والمال .

حضارتنا هي سيادة فكرة تجر وراءها هذا القطار من المدن والمؤسسات ، دعنا نرتفع إلي فكرة أخري

لقائي مع إيمرسون 14

لقائي مع إيمرسون 14
إعط وسوف تُعطي .. إن الذي يسقي سوف يُسقي.

لا يمكن للإنسان أن يتكلم دون أن يحكم علي نفسه فهو يرسم عامدا أوغافلا صورته امام رفاقه في كل كلمة يقولها .

عامل الناس كما لو كانوا بيادق أو أحجارا وسوف تعاني مما يعانونه، فإذا تجاهلت قلوبهم فإنك ستفقد قلبك

إننا نعرف أن سر العالم عميق، لكن لا نعرف الشخص أو الشئ الذي سيفسره لنا

إن قيمة العبقرية بالنسبة لنا تكمن في صحة ما تنبئ به ، الموهبة قد تمرح وتتلاعب، أما العبقرية فتدرك وتضيف .

الشاعر يحول العالم إلي زجاج ويرينا الأشياء جميعا حسب تسلسلها الصحيح ومواقعها.


يستخدم الشاعر الأشكال تبعاً للحياة وليس تبعا للهيئة.

الشاعر وحده يعرف الفلك والكيمياء والإنبات ، والتحريك لأنه لا يتوقف عند هذه الحقائق ، إنما يوظفها كعلامات
إذ أنه في كل كلمة يقولها يمتطي تلك الأشياء كخيول للفكرة .

العبقرية هي النشاط الذي يصلح فساد الأشياء

هذه البصيرة هي نوع رفيع جدا من النظر لا يتم التوصل إليها بالدراسة بل بحضور الذهن في ما لا يري وتحوله إلي ما يري عن طريق المشاركة في مسار الأشياء من خلال الاشكال وجعلها بذلك شفافة بالنسبة للآخرين

يعرف الشاعر أنه يتكلم علي نحو ملائم فقط عندما يتكلم علي نحو جامح، أو بزهرة العقل ليس بالعقل مستخدما كأداة ، إنما بالعقل طليقا من كل وظيفة ومستعدا لتلقي التوجيه من حياته السماوية ، أو كما اعتاد القدماء أن يعبروا عن أنفسهم ، ليس بالعقل وحده إنما بالعقل ثملا بالرحيق .

الرحيق الحقيقي المتمثل في اغتباط الذهن بالاقتراب من الحقيقة

يقف سويدنبورغ من بين جميع من عرفتهم العصور الأخيرة كمترجم للطبيعة إلي أفكار لا أعرف عن رجل في التاريخ بدت له الأشياء جاهزة للتحول إلي كلمات علي هذا النحو .

إن العالم ملئ بنكران الذات وفترات التدريب وهذه هي فترتك، عليك أن تتصرف كأحمق وكأنسان فظ علي مدي موسم طويل . هذا هو الغطاء والغمد الذي صان فيه " بان " زهرته المحبوبة ولسوف لن يعرفك سوي خاصتك ، وهم الذين سيواسونك بأرق الحب وسوف لن تكون قادراً علي ترديد أسماء أصدقائك في شعرك ، لخجلك القديم ، وستكون مكافأتك هي أن المثال سيصبح حقيقة بالنسبة لك وأن انطباعات العالم الحقيقي سوف تتساقط مثل مطر الصيف غزيرة ولكنها غير مزعجة لجوهرك غير القابل للضرر وستكون الأرض كلها منزلا وساحة والبحر مكانا لاستحمامك وإبحارك بدون جهد وبدون غية ، ولسوف تصبح الغابات والانهار ملكا لك ، ولسوف تمتلك ما يعتبر الآخرون مجرد نزلاء ومستأجرون له .....


أما الذي يطغي لديه حب الحقيقة ، فإنه يحافظ علي نفسه طافياً ومتعالياً علي كل المراسي .

ولسوف ينأي بنفسه عن القناعات الجاهزة.
يمر تقدم كل إنسان بسلسلة متتابعة من المعلمين ، يمتلك كل واحد منهم في حينه تأثيراً طاغياً ، لكنه ما يلبث أن يخلي مكانه للمعلم الجديد ، علي المرء أن يتقبلهم جميعاً .

ينبغي علينا، ونحن نطوف العالم من أجل العثور علي الجمال ، أن نحمله معنا وإلا فإننا سوف لن نعثر عليه .


يحترم الشاب الرجال العباقرة لأنهم في الواقع يمثلونه أكثر مما تمثله نفسه

الشاعر معزول بفنه وبالحقيقة عن معاصريه لكن عزاؤه يكمن في مسعاه الذي سوف يجتذب الناس جميعاً عاجلا أم آجلاً لأن جميع الناس يعيشون علي الحقيقة ويعانون من الحاجة إلي التعبير


لقائي مع إيمرسون 13

لقائي مع إيمرسون 13
لكن السنوات الواثقة تكشف القوة العلاجية العميقة التي تكمن في جميع الحقائق ، إن موت صديق عزيز أو زوجة أو أخ أو حبيب الذي لا يبدو في حينه إلا حرمانا ، لاحقاً مظهر الدليل أو العبقرية لانه في العادة يؤدي إلي انقلابات في أسلوب حياتنا ، وينتهي حقبة من الطفولة أو الشباب كانت تنتظر ما يختمها ، يأتي علي مهنة معتادة أو أسرة أو أسلوب حياة ويتيح تشكيل بدائل لها أكثر ملائمة لنمو الشخصية ، إنه يتيح أو يقيد إقامة صداقات جديدة وتقبل تأثيرات جديدة تكون لها الأهمية الكبري بالنسبة للسنوات التالية


فيتحول الرجل أو المرأة الذي كانا سيظلان زهرة حدائق مشمسة ، ينصب علي رأسها أكثر مما تحتاجه من ضوء الشمس ولا يتوفر لجذورها ما يكفي من المكان بسبب سقوط الجدران وإهمال البستاني إلي شجرة غابة ، تمنح الظل والثمر لدائرة واسعة من البشر .

إن نجاحهم يكمن في توافقهم مع مسار الفكرة ، التي وجدت فيهم قناة لا تغلقها العقبات

إن ما بدا ظاهرياً إرادة وثباتاً كان استعدادا وإلغاء للذات

ينبغي للحب أن يمنح البهجة

لماذا ينبغي للفضيلة كلها أن تعمل بطريقة واحدة ومتماثلة ؟

دعونا نستمد درسا من الطبيعة التي تعمل دائما بطرق قصيرة تسقط الثمرة عندما تنضج وعندما تنفصل الثمرة تسقط الورقة .

نحن نحكم علي حكمة الرجل عن طريق أمله .

عندما نقرأ أو نرسم ننحاز إلي البطل ضد الجبان أو السارق لكننا نحن أنفسنا كنا ذلك الجبان أو السارق وسوف نكونه ثانية ليس بالمعني السافل بل بالمقارنة مع العظمة المتاحة للروح .
الرجل العظيم يكون علي الدوام مستعداً لأن يكون صغيراً ، إنه يغفو وهو جالس علي وسائد الإمتيازات . عندما يزاح أو يعذب أو يهزم تتوفر له الفرصة ليتعلم شيئاً ، إنه يحال إلي ذكائه ، إلي رجولته ، إنه يكسب حقائق ، يعرف جهله يشفي من خبال الغرور ، يحصل علي التواضع والمهارة الحقيقية .
بشكل عام كل شر لا نستسلم له هو مصدر خير .

هناك طرف ثالث صامت في كل صفقاتنا إن طبيعة الأشياء وروحها تتولي ضمانة تنفيذ كل عقد ، من أجل أن لا ينتهي العمل المخلص إلي خسارة ، إن كنت تخدم سيداً جحوداً ، فقدم له المزيد من الخدمة ، اجعل الله مدينا لك ، عندها ستكافئ علي كل حركة وكلما تأخر التسديد ، كان ذلك أفضل لك ، لأن الفائدة المضاعفة عن الفائدة المضاعفة هي النسبة التي يتعامل بها هذا الصراف

لا يمكن النيل من الشهيد ، كل لسعة سوط هي لسان شهرة ، كل سجن هو مسكن باذخ.

من الحكمة أن تواجه كل مُطالب وتسدد كل طلب عادل من وقتك، أو قدراتك أو قبك . إدفع دائما لأنك لابد مسدد دينك كله عاجلا أم آجلا . قد يحول الأشخاص أو الاحداث لبعض الوقت بينك وبين العدالة لكن ذلك ليس سوي تأجيل ففي النهاية يجب أن تدفع دينك لو كنت حكيما لذعرت من ثراء يثقلك بالمزيد .

حاذر الكثير من الطيبات الماكثة في يدك فهي سوف تفسد سريعاً وتنمي الديدان إصرفها بسرعة وبطريقة ما .

اللص يسرق نفسه ، والمحتال يحتال علي نفسه لأن الثمن الحقيقي للعمل هو المعرفة والفضيلة، في حين تكون الثروة والامتياز علامات هذه العلامات كما هو الحال بالنسبة للعملة الورقية ، يمكن أن تزيف أو تسرق لكن ما تمثله وهو المعرفة والفضيلة لا يمكن أن يزيف أو يسرق ، غايات العمل هذه لا يمكن أن تستجاب إلا بالمجهودات الذهنية الحقيقية .

إن قانون الطبيعة هو قم بالشئ وسوف تأتيك القوة ، لكن أولئك الذين لا يقومون بالأشياء لا يحصلون علي القوة

في الرجل الخير خير مطلق يحول مثل النار كل شئ إلي طبيعته هو لذلك لا نستطيع أن نلحق به أي أذي
إن السفر هو جنة الحمقي ، إن رحلاتنا الأولي تكشف لنا عدم اختلاف الأمكنة أحلم وأنا في موطني أنني من نابولي في روما يمكن أن أثمل بالجمال فيغادرني حزني

أكد علي نفسك ولا تقلد أبداً بوسعك أن تقدم موهبتك الخاصة في كل لحظة مع القوة المتراكمة لحصاد حياة كاملة

لا أحد يستطيع أن يعلم كل إنسان الشئ الذي يتفوق به علي سواه سوي خالقه

هناك شئ ما يؤخذ مقابل كل شئ يعطي

اترك الحظ وتعامل بالسبب والنتيجة فهما قاضيا الرب، اعمل وتملك بالإرادة فتكون قد قيدت عجلة الحظ وسوف تمكث من الآن فصاعدا بمعزل عن الخوف من دورانها .

ما نكسبه علي سبيل القدرة نخسره في الزمن


لقائي مع إيمرسون 12

لقائي مع إيمرسون 12
" كن ولا تبدو "
الفعل الحقيقي يأتي في اللحظات الصامتة.

يقدر المرء بقيمته إن ماهيته محفورة علي وجهه، وعلي شكله ، وعلي حظوظه بحروف من نور ، لا يجديه التستر ولا التبجح شيئاً ، هنالك اعتراف في عيوننا وفي ابتسامتنا وفي تحياتنا وفي مسكة أيدينا.
إن ما يظهر من الفضيلة هو بقدر ما هو موجود منها

لا يكون صديقي سوي تلك الروح التي التقي بها علي خط مسيرتي ، تلك الروح التي لا أخضع لها ولا تخضع لي ، ولكنها بانتمائها إلي نفس الفضاء السماوي تعيد في تجربتها كامل تجربتي.


لاشئ ينال عقابا أعمق من إهمال الأشباه الذين منهم وحدهم ينبغي أن تتشكل الصحبة

إن لم ترشدك الصفحات ، فإنها ستموت لساعتها مثل الذباب ، إن طريقة قول مالا يسقط من التداول وكتابته هي أن تقول وتكتب بإخلاص

تلك هي القاعدة : " أنظر إلي نفسك واكتب " إن من يكتب لنفسه يكتب لجمهور خالد .


إن أثر أي فعل يقاس بعمق الإحساس الذي انطلق منه ، لم يعرف الرجل العظيم أنه كان عظيما واستغرقت تلك الحقيقة قرناً أو اثنين قبل أن تظهر . ما فعله فعله لأنه ملزم ، كان أكثر الأمور طبيعية في العالم وقد نما من ظروف اللحظة ، لكن كل شئ فعله حتي رفع إصبعه أو أكل رغيفه يبدو الآن كبيراً ومترابطا ببعضه.

الشخصية الإنسانية تعلن عن نفسها علي الدوام فالفعلة أو الكلمة الشاردة ، ومجرد النية بفعل شئ ما والغرض المعلن تعبر عن الشخصية ، فإن أتيت فعلا فإنك تظهر الشخصية ، إن جلست ساكنا ، إن نمت ، فأنت تظهرها لانك لم تقل شيئاً عندما قال الآخرون فصمتك قد أجاب عالياً.

عندما يقول انسان ما الحقيقة بدافع الحقيقة عينه تكون صافية كالسماء وعندما تكون له دوافع وضعية ويقول كلاما كاذبا فإن عينه تكون موحلة وأحيانا شزرة .
إنه ينحو إلي فعل شئ ما سهل عليه وطيب عندما ينجزه
لكن ما من أحد غيره يستطيع فعله ليس لديه منافس وكلما ازداد الإنسان استشارة قواه الخاصة كلما ازداد اختلاف ما يفعله عما يفعله أي شخص آخر ،
إن طموحه يتناسب مع قواته .

إن ارتفاع الهرم يقرره اتساع القاعدة .


ينبغي لا علي كل خطيب فحسب بل علي كل انسان أن يطلق العنان بكامل مداه وأن يجد أو يقدم تعبيراً صريحا وحميما عما يجول في نفسه من قوة ومعني .

إن الإنسان لا يعثر علي وظيفته حتي يتمكن من أن يوصل نفسه إلي الآخرين بكامل ثقله وأبعاده ، إن عليه لأن يجد في ذلك متنفسا لشخصيته .

ما يفعله الإنسان هو مالديه


ما من إنسان يستطيع أن يتعلم ما ليس لديه استعداد لتعلمه ، مهما كان الموضوع قريباً من عينيه .


يمكن للكيميائي أن يبوح بأثمن أسراره لنجار، وهي الأسرار التي ما كان لينطق بها أمام كيميائي مقابل ثروة.

إن الله يحيمنا دائما من الأفكار التي لم يحن أوانها .


وإن عيوننا تدار علي النحو الذي يجعلنا لا نري الأشياء التي تحدق في وجوهنا . حتي تحين الساعة التي ينضج فيها الذهن ، عندها نراها ، ويبدو الزمن الذي لم نرها فيه مثل حلم .




الاثنين، أغسطس 08، 2011

لقائي مع إيمرسون 11

لقائي مع إيمرسون 11

الهدايا

الزهور والفواكه هدايا مناسبة دائماً، الزهور لأنها تأكيد متعال بأن حزمة من الجمال تفوق في قيمتها كل الأشياء ذات القيمة العملية في العالم تلك الأشياء البهيجة تتعارض مع الوجه العابس للطبيعة المألوفة.

الفواكه هدايا مقبولة لأنها زهرة السلع وتحمل قيما رائعة تقترن بها.

كل شئ يقدم لنا دون خوف أو منة ، وتبعاً لقوانين كونية صارمة

إن كان الرجل الذي عند الباب لا يملك حذاءً ، فلست بحاجة إلي التفكير بإهدائه علبة طلاء للأحذية.

 
القاعدة في تقديم الهدية هي أن تقدم للشخص الشئ الذي ينتمي إلي نوع شخصيته ، لكن الرموز التي نعبر بها عن محبتنا ومجاملتنا تكون في أغلبها همجية الخواتم وغيرها من المجوهرات ليست هدايا، إنما هي اعتذار عن الهدايا .


الهدية الوحيدة هي جزء من ذاتك عليك أن تنزف من أجلي ولهذا تري الشاعر يأتي بقصيدته والراعي بحمله ويجلب المزارع قمحا وصاحب المنجم جوهرة والبحار مرجانا وأصدافا والرسام لوحته ، والفتاة منديلا خاطته بيدها ذلك أمر سليم ومرض لأنه يعود بالمجتمع إلي أساسه الابتدائي عندما تتمثل سيرة الإنسان في هويته وتكون ثروة كل امرئ مؤشرا لمزاياه . لكنه إجراء بارد وخال من الحياة أن تذهب إلي المخازن وتشتري لي شيئا لا يمثل حياتك وموهبتك ، إنما حياة وموهبة الصائغ ، غنه عمل يليق بالملوك والاشخاص الاثرياء الذين يمثلون الملوك وهو حالة زائفة من الملكية أن تقدم هدايا من الذهب والفضة ، كنوع من قربان الخطايا الرمزي ، أو تسديد مبالغ الابتزاز

إذا أرضتني الهدية بشكل مبالغ فيه ، فإني أشعر بالخجل لأن المانح قد قرأ أفكاري ورأي حبي لحاجته وليس له شخصياً

الهدية من أجل أن تكون حقيقية يجب أن تمثل انسياب المانح في ، استجابة لانسيابي فيه ، عندما تكون المياه في مستوي واحد فإن ما لديه يجري إلي وما لدي يجري إليه كل ماله ملكي وكل مالي ملكه فأقول له :" كيف تعطيني هذا الوعاء من الزيت أوهذه الجرة من العسل وكل زيتك وعسلك ملكي"

من الوضاعة توقع الامتنان وعقابه الدائم هو عدم الاكتراث التام
لكن الإستقامة تبعثر الحسنات في كل جانب دون أن تشعر بذلك ، وتتلقي باندهاش شكر الناس جميعاً

قمة الهدايا هو الحب

عندما أحاول أن أرتبط بالآخرين عن طريق الخدمات ينتهي الأمر إلي خدعة ذهنية ليس أكثر .إنهم يأكلون خدمتك كما يأكلون التفاح ويتركوك ولكن إن أحببتهم، لإنهم سيشعرون بك ويسرون بك علي الدوام.

الأحد، أغسطس 07، 2011

لقائي مع إيمرسون 10

لقائي مع إيمرسون 10

ثمة أشخاص لا يستطيع المرء إلا ان يتذكرهم ممن منحوا أفكاره سعة سامية ، وأوقدوا حياة جديدة في صدره

 
لا أعرف شيئاً تقدمه الحياة يوازي في متعته ذلك التفاهم الطيب العميق الذي يمكن أن يقوم بعد تبادل الكثير من الأعمال الطيبة بين رجلين فاضلين ، يكون كل منهما واثقا بنفسه وبصديقه
إنها لسعادة تتقدم علي كل المسرات الأخري وتجعل السياسة والتجارة رخيصة ، فحين يلتقي الرجال كما ينبغي لهم ، وكل واحد منهم محسن، شلال من النجوم مكسو بالأفكار والفعال والإنجازات . ينبغي أن يشكل ذلك عيدا للطبيعة.

تفسد الصحبة بتكلف الجهد

سوف نري في أحد الأيام أن ما هو أشد خصوصية هو الطاقة الأكثر عمومية، تلك الخاصية تعوض في الظلام عن كمية أفعال الشخصية وعظمتها

إذا لم نكن قادرين علي الإحاطة بهذه الخصال الرائعة، فلنقدم لها الإجلال علي الأقل.

في المجتمع ينظر إلي المزايا الرفيعة كما لو أنها في غير صالح من يملكها فهي تستدعي المزيد من الحذر في تقديراتنا الخاصة لا أسامح صديقي علي فشله في التعرف علي الشخصية الرفيعة وفي معاملتها بضيافة ممتنة عندما يصل أخيراً ذلك الشئ الذي تقنا له دائما ويسطع علينا بأشعة فرحة قادمة من تلك الأرض السماوية البعيدة ، فإن التصرف بخشونة وإبداء الانتقاد والتعامل مع مثل هذا الزائر بهذر وشكوك الشوارع ، ينم عن فظاظة تغلق أبواب السماء ذلك هو الخلط وهذا هو الجنون المضبوط، عندما لا تعود الروح تعرف ما يخصها ، ولا لمن ينبغي لها أن تقدم ولاءها

السبت، أغسطس 06، 2011

لقائي مع إيمرسون 9

لقائي مع إيمرسون 9


الصدق هو ذروة الوجود والعدالة هي تطبيقه علي الاحوال.

إن المقياس الطبيعي لهذه القوة هو مقاومة الظروف.

إذا كنا قادرين علي أن نخاف ، فسوف نعثر علي الفور علي مايخيفنا.

إن الوجه الذي تلبسه لي الشخصية هو الاكتفاء بالذات إني أجل الشخص المغتني لأني لا أستطيع أن أفكر بكونه وحيدا أو فقيرا أو منفيا أو تعيساً ، إنما أراه دائماً كراع دائم، أو محسن ، أو مبارك، الشخصية هي المركزية وهي استحالة الإقلاق أو الاستبدال ، علي الانسان أن يعطينا الإحساس بالكتلة.

إن الإذعان للمؤسسة والرجوع إلي الجمهور يشير إلي عدم ثبات الإيمان ، وإلي رؤوس غير صافية، تحتاج إلي رؤية البيت مبنيا، قبل أن تستوعب خارطته


الرجل الحكيم لا يصرف ذهنه عن الكثير فقط، بل يصرفه أيضا عن القليل


الينابيع ، الذاتي الدافع المستوعب القائد لأنه معتاد ، الواثق الأول أولئك هم الطيبون لأنهم يعلنون الحضور الفوري للقوة الفائقة

ما من مؤسسة تكون أفضل من المؤسس

مادام الامر مجرد فكرة وليس روحاً تحفزنا ، فإننا سوف نستمر في تأجيل وجودنا.

ثمة خطأ في إدراك الخطأ والتبليغ عنه فهو لذلك لا يستطيع أن ينتظر لكي يكشف تخبطات أي كان وهو يواصل طريقه ثانية ، مضيفا قدرات وأمجاد جديدة لحوزته ومطالب جديدة له في فؤادك ، من شأنها أن تفلسك لو انك تلكأت عند الأمور القديمة ولم تحفظ علاقتك به عن طريق ما تضيفه إلي غناك ، الأفعال الجديدة هي التفسيرات الوحيدة للأفعال القديمة والاعتذارات الوحيدة عنها التي يستطيع الشخص النبيل أن يقدمها أو يتلقاها ، فإن كان صديقك فد أزعجك، فإنك يجب أن لا تجلس للتفكير في الامر ، لأنه قد نسي الواقعة، وضاعف من قدرته علي خدمتك ، وقبل أن تنهض ثانية سوف يكون قد أثقلك ببركاته.

 لا نجد متعة في التفكير بإحسان لا يمكن قياسه إلا بأفعاله ، فالحب غير قابل للاستنفاد ، وهو يظل قادراً علي الإبهاج والإغناء حتي عندما يضيع عقاره وتفرغ أهراؤه، والرجل حتي وهو نائم يبدو كما لوأنه ينقي الهواء والبيت من أجل أن يزين المشهد ويقوي القوانين


يلاحظ الناس دائما هذا الفارق ، فنحن نعرف من هو المحسن ، بوسائل أخري غير كمية ما يتبرع به للجمعيات الخيرية ، فالخصال الدونية وحدها هي القابلة للتعداد

القاعدة في حياة الإنسان الطيب هي الإفادة


إن الإحسان الحقيقي في شخص غوته يمكن الاستدلال عليه من الكشف الذي قدمه للدكتور إيكرمان عن الطريقة التي أنفق بها ثروته :" كل قول بارع كتبته كلفني كيس ذهب ، نصف مليون من مالي الخاص والثروة التي ورثتها ، وراتبي والدخل الكبير الذي حصلت عليه من كتاباتي علي مدي خمسين عاما قد أنفقت في تعليمي لما صرت أعرفه الآن وإلي جانب ذلك ..."

هنالك عناية تبذل من أجل أن يتسلل الذين رصدوا لأٌقدار عظيمة إلي الحياة في الظل

ما أجمل أن يظلا قادرين علي الحلم كالملائكة دون أن يفيقا علي المقارنات والتملق، ومع ذلك فإن بعض الطباع أطيب من أن يستطيع الإطراء فسادها، وحينما نزل عرق الفكرة متغلغلا في العمق كلما اختفي خطر الإصابة بالغرور

لقائي مع إيمرسون 8

لقائي مع إيمرسون 8

الشخصية
لا يمكن تفسير التفاوت بين السمعة والأعمال أو السير بمجرد القول أن الرجع أطول من قصف الرعد ، إنما هنالك شئ ما وجد في هؤلاء الرجال وولد توقعا يتجاوز كل أدائهم إن الجزء الأكبر من قوتهم كان كامنا وذلك هو ما ندعوه الشخصية .


وهي قوة محفوظة تفعل فعلها بشكل مباشر بمجرد الحضور وبدون أية وسائل يتم إدراكها علي شكل قوة معينة غير قابلة للعرض ، خصيصة أو سمة توجه دوافعها الإنسان لكنه لا يستطيع الإفصاح عن مصادر مشورتها،

إن الموهبة الأدبية الأنقي تبدو حينا عظيمة وحينا آخر صغيرة ، لكن الشخصية تتسم بعظمة كواكبية وهي غير قابلة علي الإنكماش إن ما يحققه الآخرون بالموهبة أو بالفصاحة، يحققه هذا الشخص بنوع من المغناطيسية


نصف قوته لا يطرحه للإستخدام ، وانتصاراته تحرز باستعراض التفوق ، لا باختراق الحراب ، وفتوحاته تتحقق لأن وصوله يغير وجه الأشياء تشعر بالاكتفاء لحظة وقوع عينيك عليه.

إن الرجال الذين يحملون وجهات نظرهم ليسوا في حاجة إلي أن يسألوا ناخبيهم عما ينبغي لهم أن يقولوه ، لأنهم هم أنفسهم البلد الذي يمثلون

تتظافر إستقامته الطبيعية مع نفاذ بصيرته في النسيج الإجتماعي لتضعه فوق الاحتيال ، وهو يوصل للجميع إيمانه بأن العقود ليست للتفسير الخاص

إن الطريقة التي يعمل بها عقله عبارة عن إشارة لشروط المساواة الطبيعية والفائدة العامة وهو يوحي بالاحترام وبالرغبة في التعامل معه، بسبب روح الشرف الهادئة التي ترافقه والراحة الفكرية التي تتيحها رؤية كل هذا الكم من القدرة


إن التجارة الواسعة الانتشار والتي تجعل موانئ المحيط الجنوبي أرصفة لبضاعته والبحر الأطلسي مرفأ المعتاد تتركز فقط في ذهنه! وما من أحد في العالم يستطيع أن يملأ مكانه.


في ردهته أستطيع أن أري جيدا أنه قد قام بعمل مضن هذا الصباح ، يكشف عن ذلك جبينه المعقود وذلك المزاج الراكد ، الذي لا تستطيع كل رغبته بالمجاملة أن تزعزعه


أستطيع أن أري بوضوح كم الافعال الصارمة قد انجزت وكم من اللاءات الشجاعة قد نطقت هذا اليوم في الوقت الذي كان آخرون سيفوهون فيه بنعم مدمرة

أري فيه الوعي بكونه أداة لقوانين العالم الأصلية ولاعبا مشاركا في لعبتها ، إنه هو الآخر يؤمن بأن ما من أحد يمكن أن يزوده بشئ ، وأن علي الرجل أن يولد للتجارة وإلا فإنه لا يستطيع أن يتعلمها.

إنها لقوة طبيعية مثل الضوء والحرارة ومن شأن الطبيعة كلها أن تتعاون معها


الأربعاء، يوليو 27، 2011

لقائي مع إيمرسون 7

لقائي مع إيمرسون 7

نحن لا نعلم اليوم إذا كنا مشغولين أم عاطلين ، نكتشف لاحقاً أن الفترات التي تصورناها عاطلة ، شهدت انجاز الكثير وأن الكثير قد ابتدأ بداخلنا في أثنائها

جميع أيامنا غير مفيدة أثناء مرورها ، مما يجعلنا نعجب للزمان والمكان الذي حصلنا فيه علي تلك الأشياء التي ندعوها بالحكمة والشعر والفضيلة.

يقال أن الاستشهاد يبدو عاديا في وقت مكابدته .

 كل سفينة هي موضوع رومانسي باستثناء تلك التي نبحر فيها ،


تبدو حياتنا تافهة ونأنف من تسجيلها يبدو أن البشر قد تعلموا من الأفق فن التراجع والإحالة الدائمين

الكثير من وقتنا استعداد ، والكثير منه روتين ، والكثير منه نظر إلي الوراء ، بحيث أن زبدة عبقرية كل فرد منا تنكمش إلي ساعات قليلة جدا

أي أفيون مبثوث في كل أنواع المصائب! إنها تبدو هائلة عند التقويم نحوها، ولكن ليس هنالك في النهاية أي احتكاك خشن قاشط إنما سطح زلق جدا نسقط بعده علي فكرة

يحزنني أن الحزن ليس بقادر أن يعلمني شيئاً

يعيش المرء في زريبة من الحسية


إن الإنسان يشبه نوعا ما معدن لا برادور ، الذي لا يظهر بريقا وأنت تقلبه بيدك حتي تصل إلي زاوية معينة ، فيبدي لك الألوان العميقة والجميلة ، ليس لدي البشر تكيف أو طريقة عامة للاستخدام، لكن لكل واحد منهم موهبته الخاصة ، ويكمن تفوق الاشخاص الناجحين في الدقة التي يحافظون بها علي أنفسهم في المكان والزمان المناسب لظهور ذلك البريق أكبر عدد من المرات

أن تجد غاية الرحلة في كل خطوة علي الطريق، أن تحيا أكبر عدد من الساعات الطيبة، تلك هي الحكمة

إن الهبات العظيمة لا يتم الحصول عليها بالتحليل كل شئ طيب موجود علي الطريق.

لكن عليك أن تعلم أن حياتك حالة عابرة ، خيمة لليلة واحدة، وأن عليك مريضا أم معافي أن تنهي هذه المهمة

الحياة سلسلة مفاجآت ، وهي لن تكون جديرة بأن تعاش إن لم تكن كذلك

ينسي الناس أن العين هي التي تصنع الأفق ، وأن عين العقل المطوقة هي التي تجعل من هذا الرجل أو ذاك نموذجا أو ممثلا للإنسانية ، مانحة إياه لقب البطل

نؤمن بأنفسنا كما لا نؤمن بالآخرين ، نجيز لأنفسنا كل الأشياء ، وذلك الشئ الذي ندعوه خطيئه عند الآخرين تجربة بالنسبة لنا .

الجمعة، يوليو 01، 2011

لقائي مع إيمرسون 6

لقائي مع إيمرسون 6


إذا قابلت متحزبا عدوانيا ، فلا تقف عند الخط الفاصل ، بل قابله علي ما تبقي من أرضية مشتركة ، حتي وإن انحصر ذلك في كون الشمس تشرق والمطر يسقط علي كليكما ، ولسوف تتسع الأرضية بسرعة شديدة ، وتذوب الحبال المعترضة التي انشد إليها بصرك وتتلاشي في الهواء قبل أن يتوفر الوقت الكافي لإدراك ذلك .

إن الحياة تهدر نفسها فيما نحن نستعد للحياة


إن لم يكن الله هو الذي يلون ويشكل العلاقات الجديدة بل طموحنا ، فإن حسناتها سوف تهرب ، كما تفقد الفراولة نكهتها في أحواض الحديقة

الحياة مهرجان في عين الحكيم وحده .

البطل يعتبر الشئ الذي يفعله أسمي الافعال ، إنها مجاهرة الانسان الفطري بوجود خصلة لديه لا تبالي بالكلفة أو الصحة أو الحياة أو الخطر أو الكراهية أو التأنيب وبأنه يعلم بأن إرادته أرقي وأجود من كل الخصوم الفعليين والمحتملين

البطولة إطاعة لدافع سري في شخصية الفرد فحكمتها لا تبدو لأي شخص آخر كما تبدو له .

جوهر البطولة هو الثقة بالنفس إنها حالة النفس المحاربة وأهدافها النهائية هي التحدي الأخير للزيف والخطأ ، والقدرة علي احتمال كل ما تستطيع عوامل الشر إلحاقه بصاحبها ، إنها تقول الحقيقة وهي عادلة كريمة مضيافة تزدري الحسابات التافهة وتحتقر الازدراء نفسه ، إنها تثابر ، لها جرأة لا تهاب ، واحتمال لا يكل ، إنها تسخر من تفاهة الحياة العادية

الروح المقدامة تمنح ما لديها وكل ما لديها .

لقائي مع إيمرسون 5

لقائي مع إيمرسون 5


في التزلج فوق الثلج الرقيق تعتمد سلامتنا علي سرعتنا


إذا أزعجت اليد المتسرعة والغبية الخلية، فإن ما سيصدر عنها هو النحل لا العسل

الاقتصاد الشخصي يتطلب نفس القدر من الحكمة الذي تتطلبه إدارة امبراطورية

أفضل فائدة تعود بها الثروة هي الحرية

كم من الحياة الإنسانية يهدر في الانتظار

إن أي انتهاك للحقيقة لا يعتبر مجرد نوع من الانتحار من جانب الكاذب ، إنما هو طعنة في عافية المجتمع الانساني


ثق بالاشخاص وسوف يصدقونك ، عامل الناس بطريقة عظيمة وسوف يطرحون لك أنفسهم كعظماء حتي وإن قاموا لصالحك بالخروج عن جميع قواعد تعاملهم


دعه يواجه الموضوع الذي يثير لديه أسوأ المخاوف، ولسوف تجرد جرأته المخاوف من أساسها

يقول المثل اللاتيني " العين أول ما يقهر بالمعركة "

إن التمالك التام للذات يمكن أن يحول المعركة إلي أمر لا تزيد خطورته علي الحياة إلا قليلا عن لعبة كرة القدم



إن الخوف من العاصفة ينحصر بشكل رئيسي في المخدع أو الكابينة ، أما السائق ، البحار ، فإنه يقارعها طوال اليوم ، وتجد عافيته تجدد نفسها تحت الجليد ينبض لا يقل حيوية عن نبضه تحت شمس حزيران

الخوف مستشار سئ

الأربعاء، يونيو 22، 2011

لقائي مع إيمرسون 4

لقائي مع إيمرسون 4


إن كل مايهمني هو ما يتوجب علي أن أعمله وليس ما يفكر به الناس ، هذه القاعدة الشاقة في الحياة الفعلية والحياة الفكرية معاً

إن مصدر الإعتراض علي الامتثال لممارسات أصبحت ميتة بالنسبة لك هو أنه يبدد قوتك ، إنه يهدر وقتك ويشوش الانطباع الذي تتركه شخصيتك.

قم بعملك ، وسوف أتعرف عليك، قم بعملك ، ولسوف تعزز ذاتك.

علي الإنسان أن يدرك أي نوع من الخداع الأعمي تمثله لعبة الامتثال هذه ،


عندما اعرف مذهبك أحدس حجتك

من السهولة بمكان علي الرجل الحازم ذي الدراية بشؤون العالم أن يتحمل غضبة الطبقات المثقفة ، فغضبتها حصيفة ومحتشمة، لنهم جبناء ، يعرفون أنهم هم أنفسهم معرضون للسخط، ولكن عندما يضاف استياء الشعب إلي غضبتهم الأنثوية ، عندما يستثار الجهلاء والفقراء ، عندما تدفع القوة الوحشية الغبية الكامنة في قرارة المجتمع إلي التكشير والهدير ، فإن الأمر يتطلب ممارسة الشهامة والديانة لمعاملتا بالطريقة التي يعاملها بها الرب بصفتها شيئاً تافها لا شأن له.


إن الثبات الأحمق هو بعبع العقول الصغيرة ،


إن الروح العظيمة لا شأن لها بالثبات، إنه بالنسبة لها مثل الإنشغال بظل المرء علي الجدار


عبر عما تفكر به اليوم بكلمات قوية ، وعبر غدا عما يحمله الغد من أفكار، وبكلمات قوية أيضاً ، حتي وإن عارضت بها كل ما قلته اليوم .

في هذه الحياة الرضية الباعثة علي الندم التي وهبني الله إياها ، دعني أسجل أفكاري الصادقة يوما بيوم بدون استشراف أو مراجعة.


إقعل الصواب الآن , إزدر المظاهر دائماً، فإن ذلك يحق لك علي الدوام.


إن قوة الشخصية تراكمية فكل أيام الفضيلة السالفة تفعل فعلها من الموقف الراهن


الذي يصنع جلال الأبطال الاحساس بقطار من الأيام العظيمة والانتصارات التي وراءهم

سأقف هنا في صف الإنسانية ، وسوف أجعلها صادقة ، رغم أنني سأجعلها عطوفة .

التاريخ كله يذيب نفسه بسهولة في سيرة قلة من الأشخاص الصادقين والشجعان

عندما يتصرف الرجال العاديون بوحي الآراء الأصيلة ، فإن البريق ينتقل من فعال الملوك إلي فعال أولئك الرجال

إن السحر الذي يمارسه العمل الأصيل يتضح عندما نتساءل عن سبب الثقة الذاتية . من هو الشخص الذي نضع فيه ثقتنا ؟ أية ذات أرومية ، يمكن أن يعتمد عليها الجميع ؟ ما هي طبيعة وسطوة ذلك النجم الذي يحتار فيه العلم ، والذي يرسل ، بدون انحراف وبدون عناصر معروفة ، ذلك الشعاع من الجمال ويصبه حتي في الأعمال التافهة وغير النقية بمجرد ظهور أدني علامات الاستقلالية ؟ يقود التساؤل إلي ذلك المصدر . الذي يعتبر جوهر العبقرية ، والفضيلة والحياة الذي نسميه التلقائية أو الفطرة

لقائي مع إيمرسون 3

لقائي مع إيمرسون 3

إن الفضيلة العليا التي ننسبها للحكماء هي أنهم رغم اعتيادهم علي صوت العقل ، لا ينطلقون من الكتب والتقاليد ، ولا يتحدثون عما فكر به الآخرون بل بما فكروا به هم أنفسهم ، علي الإنسان أن يتعلم تمييز ومراقبة ذلك الشعاع من النور الذي يومض عبر ذهنه من الداخل أكثر من تتبعه لبروق سماوت الشعراء الحكماء، لكنه ينصرف عن فكرته دون أن يعني بها ، لأنها فكرته ، في كل عمل عبقري، نتعرف علي الأفكار التي صددناها ، إنها تعود إلينا بجلال يضيفه الاغتراب ، ليس لسوي من عبرة مؤثرة في الأعمال الفنية العظيمة. إنها تعلمنا أن نتمسك بانطباعنا التلقائي بصلابة حسنة النية ، خصوصا عندما يكون نداء الأصوات كلها في الجانب الآخر وإلا فإن غريبا سيقول غدا بالضبط وبإجادة تامة ما فكرنا وشعرنا به طوال الوقت، لسوف نرغم علي أن نتناول بخجل رأينا نحن من يد شخص آخر

هناك وقت في تربية كل إنسان يصل فيه إلي الاقتناع بأن الغيرة جهل ، والتقليد انتحار ، وأن عليه أن يرضي بنفسه، علي حسناتها أو علاتها، قسمة له ، وأنه رغم امتلاء العالم بالخير ، فإن ما من حبة قمح مغذية أن تأتيه إلا من خلال الجهد الذي يصبه علي قطعة الأرض التي منحت له زراعتها .


إن رباطة جأش الصبيان الواثقين ، الذين يظهرون إزدراء السادة لكل فعل أو قول يهدف إلي الاسترضاء ، هو الموقف الصحي للطبيعة الإنسانية . إن الصبي في البهو غير مسؤول ينظر من زاويته إلي الناس والحقائق التي تمر به يحاكمهم ويحكم عليهم تبعا لمزاياهم ، بتلك الطريقة المتعجلة والمختزلة التي تميز الصبيان، ويقرر ما إذا كانوا طيبين ، أشراراً ، ممتعين سخفاء ، فصيحين، أو مشاركين وهو لا يزعج نفسه أبداً بشأن العواقب ، أو بشأن المصالح؛ إنما يصدر حكما مستقلا ، وغير زائف . عليك أن تخطب وده ، فهو لا يخطب ودك، أما الرجل فإنه مكبل في سجنه بفعل وعيه ، فما أن يتكلم أو يتصرف بنجاح مرة حتي يصبح شخصا ملتزما، تراقبه المئات بتعاطف أو كراهية ، وعليه الآن أن يدخل مشاعرها في حساباته، ليس هنالك من نهر للنسيان، يخلصه من هذا ، آه لو لو انه يعود ثانية إلي محايدته!
إن الذي يستطيع أن يتجنب كل الرهانات علي هذا النحو ، وأن يرقب بعد أن راقب من جديد من نفس البراءة غير المصطنعة ، وغير المنحازة ، وغير القابلة للرشوة ، وغير الخاضعة للخوف يجب أن يكون مرعبا علي الدوام فهو سينطق بآراء حول جميع القضايا العابرة من شأنها ، حين تعتبر ضرورية ذاتية ، أن تنغرز كالسهام في أذن الرجال وتثير خوفهم.


تلكم هي الأصوات التي نسمعها في العزلة ، لكنها تبهت وتصبح غير مسموعة عندما ندخل العالم ، فالمجتمع في كل مكان يتآمر ضد الرجولة الموجودة في كل فرد من أفراده.


المجتمع شركة برأسمال مشترك ، يتفق فيها الأعضاء ، من أجل ضمان العيش الأفضل لكل مساهم ، علي التخلي عن حرية المستفيد وتهذيبه ، فالفضيلة المطلوبة هي الامتثال، والاعتماد علي النفس هو نقيضها فهي لا تحب الحقائق والمبدعين ، إنما تحب الأسماء والعادات ، ولهذا فإن من يريد أن يكون رجلا ، ينبغي أن يكون منشقاً.

الأحد، يونيو 19، 2011

لقائي مع إيمرسون 2

لقائي مع إيمرسون 2



إن المنشأ المشترك لأعمال شديدة الاختلاف يكمن في حالة معينة من الفكر ، تتشابه الروح لا الحقيقة.

يحصل الفنان علي القدرة علي إيقاظ الأرواح الأخري واستجابتها لنشاط معين من خلال الإدراك العميق وليس من خلال الالمام المضني بالكثير من المهارات اليدوية

القصيدة الحقيقية هي عقل الشاعر

السفينة الحقيقية هي باني السفينة

يلفظ الشخص ذو المزايا الراقية اسمك بكل ما يمكن أن تضيفه ألقاب النبالة من زخرف

إن التجربة اليومية العادية تحقق لنا علي الدوام بعض النبؤات القديمة

ينبغي تفريد كل الحقائق العامة ، وتعميم كل الحقائق الخاصةة ، عندها يصبح التاريخ علي الفور صادقا وسلسا ، والسيرة عميقة وسامية


القيم المتراكمة للإقامة الطويلة هي المقيدات المفروضة علي رتابة الزمن الحاضر

إن الشخص ذا العافية الموفورة والروح الوثابة يمتلك قدرة علي التأقلم السريع ، فهو يحيا في عربته ، أو يطوف بين الأماكن بسهولة ويسر ، فسواء كان في البحر أو الغابة ، أو بين الثلوج فإنه ينام بنفس الدرجة من الدفء ، ويأكل بشهية طيبة ، ويختلط بمن حوله ببهجة كما لو كان يجلس بجوار الموقد في بيته ، أو ربما تتغلغل من مزيته إلي أعماق أبعد علي هيأة اتساع في قدرته علي الملاحظة مما يزوده بمادة جديدة تثير اهتمامه كلما وقعت عينه علي شئ جديد .

يلغي الزمن عندما تصبح فكرة أفلاطون فكرة في رأسي وعندما تقدح روحي حقيقة كانت قد قدحت روح بندار

يفسر الطالب عصر الفروسية تبعا لعمر الفروسية لديه ويحس بأيام المغامرات البحرية والملاحة حول العالم عبر ما يوازيها من تجارب مصغره في حياته ، إنه يحمل المفتاح نفسه الذي ينفتح به تاريخ العالم المقدس .

مرة أخري ، يكرر في الاحتجاج الذي يطلقه كل شخص عاقل ضد خرافات عصره دور المصلحين القدامي خطوة خطوة ، وفي بحثه عن الحقيقة يجد مثل ما وجدوا ، مخاطر جديدة تتهدد الفضيلة .

هل نستطيع شرب مياه الفكر التي تلوح وتومض علي مرأي من الروح.

قال أفلاطون :" إن الشعراء ينطقون بأشياء حكيمة وعظيمة هم أنفسهم غير قادرين علي فهمها"

إن السحر وكل ما ينسسب إليه هو الإستشعار العميق بقدرات العلم ، إن أحذية السرعة ، والسيف الباتر، والقدرة علي إخضاع العناصر، واستخدام المزايا السرية للمعادنن، وفهم أصوات الطيور إنما هي مساعي الذهن المبهمة في الاتجاه الصحيح ، فبراعة البطل الخارقة ، وهبة الشباب الدائم وما إليها هي محاولة الروح الإنسانية الرامية إلي إخضاع مظاهر الأشياء لرغبات الذهن

الإنسان حزمة روابط عقدة جذور زهرتها وثمرتها العالم كله

ما فائدة التظاهر بمعرفة ما نحن جميعا لا نعرفه ؟

الطبيعة بجميع الوسائل تركز كنوزها وتعيد انتاجها من أجل تلميذ.، فعليه أيضا أن يمر بكامل دورة التجربة ، وعليه أن يجمع في بؤرة واحدة كل أشعة الطبيعة ، عندها لن يظل التاريخ كتابا مضجرا، بل إنه سيتجسد سائرا في كل رجل حكيم وعادل .


ليس عليك أن تقدم لي باللغات والعناوين كشافا بالمجلدات التي قرأت إنما عليك أن تجعلني أحس بالفترات التي عشتها