الأحد، فبراير 21، 2010

حديثي مع هتلر 3

ليعلم فرسان القلم في أيامنا أن ما من ثورة كبري يمكن أن تقوم تحت شعار ريشة الإوز ، فدور القلم مقصور علي إعطاء كل حركة مبرراتها النظرية ، أما القوة التي استحثت بمهمازها السحري حركات الانقلاب التاريخية في الحقلين السياسي والديني ، فقد كانت دائما وستبقي قوة الكلمة تتحرك بها الشفاه .


لا يغير مصير شعب من الشعوب إلا عاصفة من الأهواء والمشاعر الجامحة المحرقة ، ولا يثير هذه ولا تلك إلا من يعاني اعتلاجها في قراراة نفسه لأنها وحدها تقذف إلي الشفاه بالكلم الذي يفتح أبواب القلوب.

من يتجنب الطرق الوعرة يقصر في الغالب عن بلوغ الهدف .


من يحسب نفسه قادراً علي تحقيق الإصلاح الديني من طريق حزب أو منظمة سياسية فهو غما مهووس أو جاهل لا يعرف شيئاً عن تطور الديانات والعقائد ، وعندي أن تأسيس دين من الأديان أو تقويض دعائمه هو عمل أعظم شأناً من تأسيس دولة أو تقويض دعائمها

فن الزعامة يقوم ، بالدرجة الأولي ، علي تركيز اهتمام الشعب وحصره بخصم واحد

حديثي مع هتلر 2

لا ريب أن المرء يتعلم كثيرا بعد بلوغه الثلاثين ، ولكن ما يتعلمه يأتي مكملا لما اكتنزه من معلومات ، ولن يترتب عليه بحال من الأحوال زعزعة الدعائم المبدئية التي يقوم عليها تفكيره السياسي ، وهذا لايضطر أنصاره لكبت شعورهم الأليم بأنهم تلقوا منه في الماضي دروساً بعيدة عن الصواب ، فنمو معارف رئيسهم واتساع أفقه يقدمان إليهم ضمانة تشيع الطمأنينة في نفوسهم ، يقيناً منهم بأن معلوماته الجديدة هي كسب له ولهم .

إن الأمم لا تنجب رجل دولة إلا في الأيام المباركة ، وما أقلها ، ولا ننسي أن الجمهور يبتعد بفطرته ، عن كل رجل متفوق له قماشة العباقرة

إن نظامنا البرلماني بحالته الراهنة لا يهمه قيام مجلس تحتشد فيه الكفائة بقدر ما يهمه حشد قطيع من الأصفار يسهل توجيهه ، بحيث يظل الممسك بالخيط من وراء الستار بعيداً عن كل مسئولية .
وفي كنف هذا النظام العجيب تنتفي كل مسئولية حقيقية ، لأنه يستحيل تحميلها شخصاً معيناً ،


السواد الذي لا يتحلي بالوعي السياسي لا ينتظر منه أن يحسن إختيار من ينيبهم عنه لتمثيله والتعبير عن آرائه والإفصاح عن رغباته وأمانيه

إن سلطة الدولة لا يمكن أن تكون غاية بحد ذاتها ، وإلا كان كل طغيان مكرساً مقدساً

يجب أن يعمل المناضلون في نطاق الشرعية مادامت السلطة الآخذ نجمها بالأفول تعمل بدورها في النطاق نفسه ، أما إذا عمدت السلطة الطاغية إلي الوسائل غير المشروعة تدعم بها سلطانها المتداعي فبقاء النضال الشعبي في نطاق الشرعية يكون والحالة هذه بمثابة انتحار


إن عقيدة أو فكرة أو أي مبدأ من المباديئ لا تكتب له الغلبة ما لم يعتنقه سواد الشعب ويبدي استعداده للنضال في سبيله

حديثي مع هتلر

حديثي مع هتلر

عن طريق بطاقة الناس المهمين التي بحوزتي ذهبت للقاء هتلر في ركن الجنرالات المحظورة وكانت تلك كلماته

الفقر هو صنو الجهل وصنو المرض ومتي اجتمع الثلاثة كفر الشعب بالدولة ومات في النفوس كل شعور وطني

لقد أدركت وأنا أتابع الحركة الاشتراكية الديمقراطية أن السواد هو في متناول القوي ، يفضل الانقياد إلي من يسوده علي التعاون مع من يمد يده إليه ، ويطمئن إلي عقيدة لا يتسع صدرها لقيام عقيدة أخري حيالها ، وتنسيه المظاهر الخارجية الفارغة أنه مستعبد عقلياً وروحياً وجسدياً ، وإن حريته الإنسانية تعبث بها أيدي الذين يسودونه

وأدركت كذلك أن العنف والإرهاب هما سلاح الاشتراكية الديمقراطية ، تشهره في وجوه الذين لا يجارونها ، وأن تكتيكها في محاربة خصومها يقوم علي تشويه سمعتهم بحملة من التشنيع تحطم أعصابهم .

أسلوب اليهود في الجدل يقوم علي قواعد خاصة هي قواعد الديالكتيك اليهودي وقد استوقفني من هذا الاسلوب اعتماد اليهود بادئ ذي بدء علي بلاهة مناظرهم ، فإذا أخطأت فراستهم وضيق عليهم الخصم الخناق تظاهروا هم بالبله واستحال عليه هو أن ينتزع منهم جوابا واضحاً ، أما إذا اضطرأحدهم إلي التسليم بوجهة نظر الخصم بحضور بعض الشهود فإنه يتجاهل في اليوم التالي ما كان من أمره ، ويتظاهر بالعجب والدهش إذا جبهه الشهود بالحقيقة ويسترسل بالكذب ويذهب إلي حد الزعم أنه أفحم خصمه بالحجة الدامغة في اليوم السابق .

في أيامنا كلما ضعف إيمان الزعيم بما بشر به بدت عقيدته من خلال أقواله جوفاء ، ليس فيها ما يستهوي الناس ، وكلما استرسل في التمويه علي أنصاره ازدادت مطالبه منهم إلي أن ينتهي به الأمر إلي التضحية بآخر ما بقي له من مقومات الزعامة لينقلب سياسياً محترفاً ، هذا الصنف من الناس الذي له عقيدة واحدة هي انعدام العقيدة مع وقاحة مزعجة وتفنن في الكذب


إذا قضي سوء طالع الناس بوصول رجل هذا شأنه إلي البرلمان فإن عمله السياسي الوحيد يكون نضالاً بطولياً في سبيل إبقاء " البقرة الحلوب " لنفسه ولعياله ، ويصبح عدوه الشخصي كل مواطن يتجه نحو العمل السياسي ويشتد به القلق كلما قامت حركة سياسية جديدة أو برزت شخصية جديدة علي المسرح ، إذ يخشي أن يكون في ذلك بداية نهايته هو .