لقائي مع إيمرسون 3
إن الفضيلة العليا التي ننسبها للحكماء هي أنهم رغم اعتيادهم علي صوت العقل ، لا ينطلقون من الكتب والتقاليد ، ولا يتحدثون عما فكر به الآخرون بل بما فكروا به هم أنفسهم ، علي الإنسان أن يتعلم تمييز ومراقبة ذلك الشعاع من النور الذي يومض عبر ذهنه من الداخل أكثر من تتبعه لبروق سماوت الشعراء الحكماء، لكنه ينصرف عن فكرته دون أن يعني بها ، لأنها فكرته ، في كل عمل عبقري، نتعرف علي الأفكار التي صددناها ، إنها تعود إلينا بجلال يضيفه الاغتراب ، ليس لسوي من عبرة مؤثرة في الأعمال الفنية العظيمة. إنها تعلمنا أن نتمسك بانطباعنا التلقائي بصلابة حسنة النية ، خصوصا عندما يكون نداء الأصوات كلها في الجانب الآخر وإلا فإن غريبا سيقول غدا بالضبط وبإجادة تامة ما فكرنا وشعرنا به طوال الوقت، لسوف نرغم علي أن نتناول بخجل رأينا نحن من يد شخص آخر
هناك وقت في تربية كل إنسان يصل فيه إلي الاقتناع بأن الغيرة جهل ، والتقليد انتحار ، وأن عليه أن يرضي بنفسه، علي حسناتها أو علاتها، قسمة له ، وأنه رغم امتلاء العالم بالخير ، فإن ما من حبة قمح مغذية أن تأتيه إلا من خلال الجهد الذي يصبه علي قطعة الأرض التي منحت له زراعتها .
إن رباطة جأش الصبيان الواثقين ، الذين يظهرون إزدراء السادة لكل فعل أو قول يهدف إلي الاسترضاء ، هو الموقف الصحي للطبيعة الإنسانية . إن الصبي في البهو غير مسؤول ينظر من زاويته إلي الناس والحقائق التي تمر به يحاكمهم ويحكم عليهم تبعا لمزاياهم ، بتلك الطريقة المتعجلة والمختزلة التي تميز الصبيان، ويقرر ما إذا كانوا طيبين ، أشراراً ، ممتعين سخفاء ، فصيحين، أو مشاركين وهو لا يزعج نفسه أبداً بشأن العواقب ، أو بشأن المصالح؛ إنما يصدر حكما مستقلا ، وغير زائف . عليك أن تخطب وده ، فهو لا يخطب ودك، أما الرجل فإنه مكبل في سجنه بفعل وعيه ، فما أن يتكلم أو يتصرف بنجاح مرة حتي يصبح شخصا ملتزما، تراقبه المئات بتعاطف أو كراهية ، وعليه الآن أن يدخل مشاعرها في حساباته، ليس هنالك من نهر للنسيان، يخلصه من هذا ، آه لو لو انه يعود ثانية إلي محايدته!
إن الذي يستطيع أن يتجنب كل الرهانات علي هذا النحو ، وأن يرقب بعد أن راقب من جديد من نفس البراءة غير المصطنعة ، وغير المنحازة ، وغير القابلة للرشوة ، وغير الخاضعة للخوف يجب أن يكون مرعبا علي الدوام فهو سينطق بآراء حول جميع القضايا العابرة من شأنها ، حين تعتبر ضرورية ذاتية ، أن تنغرز كالسهام في أذن الرجال وتثير خوفهم.
تلكم هي الأصوات التي نسمعها في العزلة ، لكنها تبهت وتصبح غير مسموعة عندما ندخل العالم ، فالمجتمع في كل مكان يتآمر ضد الرجولة الموجودة في كل فرد من أفراده.
المجتمع شركة برأسمال مشترك ، يتفق فيها الأعضاء ، من أجل ضمان العيش الأفضل لكل مساهم ، علي التخلي عن حرية المستفيد وتهذيبه ، فالفضيلة المطلوبة هي الامتثال، والاعتماد علي النفس هو نقيضها فهي لا تحب الحقائق والمبدعين ، إنما تحب الأسماء والعادات ، ولهذا فإن من يريد أن يكون رجلا ، ينبغي أن يكون منشقاً.
إن الفضيلة العليا التي ننسبها للحكماء هي أنهم رغم اعتيادهم علي صوت العقل ، لا ينطلقون من الكتب والتقاليد ، ولا يتحدثون عما فكر به الآخرون بل بما فكروا به هم أنفسهم ، علي الإنسان أن يتعلم تمييز ومراقبة ذلك الشعاع من النور الذي يومض عبر ذهنه من الداخل أكثر من تتبعه لبروق سماوت الشعراء الحكماء، لكنه ينصرف عن فكرته دون أن يعني بها ، لأنها فكرته ، في كل عمل عبقري، نتعرف علي الأفكار التي صددناها ، إنها تعود إلينا بجلال يضيفه الاغتراب ، ليس لسوي من عبرة مؤثرة في الأعمال الفنية العظيمة. إنها تعلمنا أن نتمسك بانطباعنا التلقائي بصلابة حسنة النية ، خصوصا عندما يكون نداء الأصوات كلها في الجانب الآخر وإلا فإن غريبا سيقول غدا بالضبط وبإجادة تامة ما فكرنا وشعرنا به طوال الوقت، لسوف نرغم علي أن نتناول بخجل رأينا نحن من يد شخص آخر
هناك وقت في تربية كل إنسان يصل فيه إلي الاقتناع بأن الغيرة جهل ، والتقليد انتحار ، وأن عليه أن يرضي بنفسه، علي حسناتها أو علاتها، قسمة له ، وأنه رغم امتلاء العالم بالخير ، فإن ما من حبة قمح مغذية أن تأتيه إلا من خلال الجهد الذي يصبه علي قطعة الأرض التي منحت له زراعتها .
إن رباطة جأش الصبيان الواثقين ، الذين يظهرون إزدراء السادة لكل فعل أو قول يهدف إلي الاسترضاء ، هو الموقف الصحي للطبيعة الإنسانية . إن الصبي في البهو غير مسؤول ينظر من زاويته إلي الناس والحقائق التي تمر به يحاكمهم ويحكم عليهم تبعا لمزاياهم ، بتلك الطريقة المتعجلة والمختزلة التي تميز الصبيان، ويقرر ما إذا كانوا طيبين ، أشراراً ، ممتعين سخفاء ، فصيحين، أو مشاركين وهو لا يزعج نفسه أبداً بشأن العواقب ، أو بشأن المصالح؛ إنما يصدر حكما مستقلا ، وغير زائف . عليك أن تخطب وده ، فهو لا يخطب ودك، أما الرجل فإنه مكبل في سجنه بفعل وعيه ، فما أن يتكلم أو يتصرف بنجاح مرة حتي يصبح شخصا ملتزما، تراقبه المئات بتعاطف أو كراهية ، وعليه الآن أن يدخل مشاعرها في حساباته، ليس هنالك من نهر للنسيان، يخلصه من هذا ، آه لو لو انه يعود ثانية إلي محايدته!
إن الذي يستطيع أن يتجنب كل الرهانات علي هذا النحو ، وأن يرقب بعد أن راقب من جديد من نفس البراءة غير المصطنعة ، وغير المنحازة ، وغير القابلة للرشوة ، وغير الخاضعة للخوف يجب أن يكون مرعبا علي الدوام فهو سينطق بآراء حول جميع القضايا العابرة من شأنها ، حين تعتبر ضرورية ذاتية ، أن تنغرز كالسهام في أذن الرجال وتثير خوفهم.
تلكم هي الأصوات التي نسمعها في العزلة ، لكنها تبهت وتصبح غير مسموعة عندما ندخل العالم ، فالمجتمع في كل مكان يتآمر ضد الرجولة الموجودة في كل فرد من أفراده.
المجتمع شركة برأسمال مشترك ، يتفق فيها الأعضاء ، من أجل ضمان العيش الأفضل لكل مساهم ، علي التخلي عن حرية المستفيد وتهذيبه ، فالفضيلة المطلوبة هي الامتثال، والاعتماد علي النفس هو نقيضها فهي لا تحب الحقائق والمبدعين ، إنما تحب الأسماء والعادات ، ولهذا فإن من يريد أن يكون رجلا ، ينبغي أن يكون منشقاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق