السبت، مارس 07، 2015

التشدد في الانتقاء أصل

التشدد في الانتقاء أصل

إن لكل مرحلة جيلها وأهلها.
فالاستعداد للموت في سبيل الله ، وبذل الروح ، ووضع قطرة الدم في الحساب : صفات أساسية في الرواد، لقميص كل منهم زر واحد وليست أزرارا عشرين ، فإذا طلب منه أن يفتح صدره للرصاص : فتحه دونما تأخير وتسويف، وكل منهم ، روحه في يده ، إذا قيل له: هات روحك! قال: هاك، وليست روحه في القفص الصدري، يريد مهلة ليفتح القفص الصدري، فيفتش عن مفتاحه في جيوبه فلا يجده ، فإذا ذهب إلي بيته  ليجلبه: وجد حسن زوجته يخذله، ويعود يعتذر ويبرر.
إن كل تشدد في انتقاء الرواد مستحسن، بل يجب أن يبلغ أبعد مداه ، فإنه هو الجيل الذي سيقود الأجيال التي بعده، وعليه يقع ثقل البناء ، ومنه يطلب الصبر علي طول الرحلة ، وإليه تشرئب الأعناق، تنتظر مبادرته إلي ضرب الأمثال، وهو الذي سيقص القصص للذين يقتدون، ويبتدع السنن للذين يقتفون

إن أمر هذا الجيل كأمر المهاجرين وقدماء الأنصار في الثبات يوم كثر النفاق بعد بدر، وفي الشجاعة يوم انهزم الطلقاء في حنين ، وفي الوفاء يوم ارتدت العرب بعد موت النبي صل الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق