الثلاثاء، يوليو 20، 2010

العظماء .. عند رالف والدو إيمرسون 2

حين يستيقظ الخيال ، يبدو أن الرجل يضاعف قوته عشر مرات أو ألف مرة ، إنه يفتح الحاسة التي لا تعرف حدود لأبعادها ، ويوحي بعادة عقلية جسورة


بلاهة الانسان تغري دائما بوقاحة السلطة ، أما العبقرية الصادقة فإنها تحاول أن تحمينا من نفسها ، فهي لا تفقرنا ، بل تحررنا ، وتضيف حواس جديدة إلي حواسنا ، فلو ظهر رجل حكيم في قريتنا فإنه سيخلق فينا وعيا جديدا بثرائنا ، بفتحه لأعيننا علي مالم نلحظه من قبل من ميزاتنا وسيؤسس إحساسا بخاصية ثابتة وطيدة ، ويهدئ من روعنا بتأكيده أننا لن نخدع ، لأن كلا منا سيميز ويعرف ما في ظروفه من شدائد وضمانات ، فيري الأغنياء أخطاءهم وفقرهم ، ويري الفقراء مهربهم وينابيع رزقهم

إن الدوران هو قانون الطبيعة وحين تزيح الطبيعة رجلا عظيما ، يقلب الرجال أنظارهم في الأفق ، بحثاً عن بديل


إننا حين ننتشي بفكرة ، فإننا لا ندين بذلك لأفلاطون ، بل للفكرة التي كان أفلاطون كذلك مدينا لها


طريقتنا في الحياة هي طريقة الحرب والتفوق الجارح فكل طفل يعلم أن يتمني أن يكون الأول ، فهذه هي طريقتنا ، والرجل تصل به الحال إلي قياس مكانته بندم وحسد وكراهية منافسيه ، ولكن هناك متسعا للجميع في هذه الحقول الجديدة

نحن جميعا عقلاء من حيث الطاقة ، وإن كان القليلون منا هم العقلاء النشاط والممارسة ، فليس هناك حاجة لأكثر من رجل واحد حكيم في جماعة لتصير الجماعة كلها عقلاء ،

الرجال العظماء قطرة تغسل عيوننا من الأنانية ، وتجعلنا قادرين علي رؤية غيرنا وأعمالهم


قدم خدماتك للعظماء ولا تجعل لذلك حدا تقف عنده ، ولا تبخل بأي مهمة يمكن أن تؤديها ، كن طرفا لجسدهم ، ونفسا لفمهم ، والتق بأنانيتك في منتصف الطريق ، ومن يهتم بذلك ، طالما كان يكسب شيئاً أعم وأنبل

إن الاشخاص الذين يعرفون نفس الشئ ليسوا خير صحبة أحدهم للآخر في الزمن الطويل

إن الطبيعة لا ترسل رجلا عظيما قط إلي كوكبنا ، دون أن تذيع السر لروح أخري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق