السبت، يوليو 24، 2010

وليم جيمس و طاقات الرجال 2

إن كلا منا يعرف ظاهرة شعوره بالحيوية التي تختلف كثرة وقلة باختلاف الأيام ، كل منا يعرف أنه في يوم معين ، يحس بطاقات ساكنة في كيانه ، لا تستطيع حوافز ذلك اليوم أن توقظها ، ولكنه كان يستطيع أن يظهرها لو كانت هذه الحوافز أكبر ،



إن معظمنا يحس ، كما لو كانت هناك سحابة ما تلقي بثقلها علينا ، وتعوقنا عن الوصول إلي أعلي درجاتنا من وضوح الرؤية ، والثقة في استدلالنا العقلي ، أو الحسم في قراراتنا ، وبالمقارنة بما يجب أن نكون ، فإننا نحس في هذه الحالة بأننا لسنا إلا نصف مستيقظين فقط ، فنيراننا خامدة ، وأنفسنا متقطعة ، ونحن لا نستغل إلا جزءا ضئيلا من إمكانياتنا العقلية والجسدية ، وفي بعض الأشخاص يبلغ هذا الاحساس بالانفصال عن منابع الطاقة أقصاه ، ونصاب حينئذ بتلك الأعراض من الأمراض العصبية والنفسية ، التي تجعل الحياة تبدو أمامنا نسيجا واحدا من المستحيلات

شئ سئ تلك العادة القديمة المتسلطة عادة النقص عن نفوسنا الكاملة


أما أن يملأهم حافز غير عادي ، بإثارة عاطفية ، وأما أن تحدوهم فكرة غير عادية بأن هناك ضرورة ملحة ، إلي بذل جهد إضافي من إرادتهم ، وفي كلمة واحدة ، فإن الإثارة ، أو الفكرة ، أو الجهد ، هي الأداة التي نتخطي بها السد

معدل الحياة السريع في المدن الدائبة الحركة ، وعدد القرارات في ساعة فيها والأشياء الكثيرة التي يجب حسابها ، في حياة رجل أو امرأة من سكانها ، تبدو شيئاً فظيعاً في نظر أخ من سكان الريف ، فهو لا يري كيف نعيش علي الاطلاق


إن النساء يتفوقن علي الرجال في قوة الاحتفاظ بالإثارة الأخلاقية المستمرة ، وكل حالة مرضية تقوم الزوجة أو الأم بتمريضها هي دليل علي ذلك ، وأين يمكن أن يجد الانسان مثلا للاحتمال الصامد المستمر أ عظم مما في تلك الآلاف من البيوت الفقيرة ، حيث تحتفظ المرأة بوحدة الأسرة ، وتعمل علي استمرار سيرها في طريقها ، بالتفكير من أجلها والقيام بكل أعمالها من تمريض وتدريس وطهي وغسيل وخياطة وتنظيف وادخال ومساعدة الجار ، والاعمال الأخري في الخارج وأين تنتهي هذه القائمة الطويلة ؟ وإن كانت تقوم ببعض الزجر والتعنيف بين حين وآخر ، فمن ذا الذي يلومها ؟ ولكنها غالباً ما تفعل العكس ، محتفظة بنظافة الأطفال ، وصفاء مزاج الرجل ، وتهدئة الحيرة كلها وتصفية جوها وتحويلها إلي صورة أبعث علي الرضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق