الاثنين، نوفمبر 30، 2009

من أين أبدأ ؟



من أين أبدأ؟






ولكن من أين أبدأ هذا هو السؤال


فجلست تحت شجرة برتقال وعندها مر بي مصطفي السباعي وقال لي ياإيهاب هل لي ببرتقالة مما أنت تجلس تحت أغصانه وأوراقه قلت له علي الرحب والسعة وبدل البرتقاله أُحضر لك أربعة






ولما أعطيته البرتقالات الأربع فقال لي هل ألهيتك أو عطلتك عما أنت فيه فقلت له لا بل كنت متفكرا في مسألة ما


فقال الحمد لله أني لم أعطلك عن شيء فإني أعلم أن رواد هذا الوادي في شغل دائم


وكثير منهم يظن أن العلم معرفة المجهول ولكن العلم يا بني أن تستفيد من معرفته






فالرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب






فقلت له الله عليك يادكتور زدني من حديثك






فقال : إذا كنت تحب السرور في الحياة فاعتن بصحتك ، وإذا كنت تحب السعادة في الحياة فاعتن بخلقك ، وإذا كنت تحب الخلود في الحياة فاعتن بعقلك ، وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتن بدينك .






وفجأة شعرت بقشعريرة في جلدي من كلماته الصادقة المضيئة


ولم أتمالك نفسي من طلب المزيد من حديثه العذب وكلماته الوضائه






فقال : إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلط الله عليهم الأشرار


فمن مفاسد هذه الحضارة أنها تسمي الاحتيال ذكاء ، والانحلال حرية والرذيلة فنا ، والاستغلال معونة






والفرق بين الجبن والشجاعة يابني ثبات القلب ساعة






ولا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها


ولولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل ، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان ، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلي مكرمة ، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معني






وأعظم نجاح في الحياة أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات شريكك في الحياة






ومن عجيب شأن الحياة يابني أن يطلبها الناس بما تقتلهم به .






ولتعلم يابني : أن لذة العابدين في المناجاة ، ولذة العلماء في التفكير ، ولذة الأسخياء في الإحسان ، ولذة المصلحين في الهداية ، ولذة الأشقياء في المشاكسة ، ولذة اللئام في الأذي ، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد .






والحياة يابني لولا الإيمان لُغز لا يفهم معناه






هكذا علمتني الحياة يابني






عندها عرفت مرادي و عرفت من أين أبدأ


فقصصت عليه قصتي وطلبت منه معونتي


فقال لي هذا أمر يسير بإذن الله تعالي


فلك ما تريد وليس هذا من أجل برتقالاتك الأربعة


فضحكت وضحك معي واتفقنا علي أن ألاقيه في الغد يحكي لي ماذا علمته الحياة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق