الاثنين، نوفمبر 30، 2009

وفي اليوم التالي

وفي اليوم التالي مع زقزقة العصافير وقبل شروق الشمس إستيقظت ونزلت الوادي وجلست تحت شجر البرتقال وفجأة تذكرت أني لم أحدد معه المكان ولا الزمان الذي نتقابل فيه لكي يحكي لي مما علمته الحياة ،

 فأصابني هم وغم وأخذت ألوم نفسي وأوبخها علي هذا التقصير الفاضح والإهمال الواضح وسوء الأدب مع هذا الجبل الشامخ والعلم الراسخ




ولكن لات حين مندم
 
فليس لدي مكان ولا وقت محدد للميعاد

من أين أبدأ ؟



من أين أبدأ؟






ولكن من أين أبدأ هذا هو السؤال


فجلست تحت شجرة برتقال وعندها مر بي مصطفي السباعي وقال لي ياإيهاب هل لي ببرتقالة مما أنت تجلس تحت أغصانه وأوراقه قلت له علي الرحب والسعة وبدل البرتقاله أُحضر لك أربعة






ولما أعطيته البرتقالات الأربع فقال لي هل ألهيتك أو عطلتك عما أنت فيه فقلت له لا بل كنت متفكرا في مسألة ما


فقال الحمد لله أني لم أعطلك عن شيء فإني أعلم أن رواد هذا الوادي في شغل دائم


وكثير منهم يظن أن العلم معرفة المجهول ولكن العلم يا بني أن تستفيد من معرفته






فالرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب






فقلت له الله عليك يادكتور زدني من حديثك






فقال : إذا كنت تحب السرور في الحياة فاعتن بصحتك ، وإذا كنت تحب السعادة في الحياة فاعتن بخلقك ، وإذا كنت تحب الخلود في الحياة فاعتن بعقلك ، وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتن بدينك .






وفجأة شعرت بقشعريرة في جلدي من كلماته الصادقة المضيئة


ولم أتمالك نفسي من طلب المزيد من حديثه العذب وكلماته الوضائه






فقال : إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلط الله عليهم الأشرار


فمن مفاسد هذه الحضارة أنها تسمي الاحتيال ذكاء ، والانحلال حرية والرذيلة فنا ، والاستغلال معونة






والفرق بين الجبن والشجاعة يابني ثبات القلب ساعة






ولا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها


ولولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل ، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان ، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلي مكرمة ، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معني






وأعظم نجاح في الحياة أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات شريكك في الحياة






ومن عجيب شأن الحياة يابني أن يطلبها الناس بما تقتلهم به .






ولتعلم يابني : أن لذة العابدين في المناجاة ، ولذة العلماء في التفكير ، ولذة الأسخياء في الإحسان ، ولذة المصلحين في الهداية ، ولذة الأشقياء في المشاكسة ، ولذة اللئام في الأذي ، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد .






والحياة يابني لولا الإيمان لُغز لا يفهم معناه






هكذا علمتني الحياة يابني






عندها عرفت مرادي و عرفت من أين أبدأ


فقصصت عليه قصتي وطلبت منه معونتي


فقال لي هذا أمر يسير بإذن الله تعالي


فلك ما تريد وليس هذا من أجل برتقالاتك الأربعة


فضحكت وضحك معي واتفقنا علي أن ألاقيه في الغد يحكي لي ماذا علمته الحياة


وانكشف الغبار

وانكشف الغبار







وبينما أنا أطالع أسماء وأعمال أحب أن أنهل من معينها وأتزود بما فيها إذ إنكشف الغبار عن تلك المسألة


فإن البذل والعطاء يساوي الأخذ إن لم يزد عليه وسر ذلك شيئان


أولهما : لأنك حين تبذل ما معك تتمكن منه وتتقنه وتتشربه روحك وجوارحك وفي هذا أكبر فائدة لك






الثانية : أنك حين تبذل فيستفيد غيرك ويقوي ، ويعظم ما معه وترتقي وترتفع وتجود قريحته فتنتج آلته وتخرج أفضل بكثير مما كنت تتوقعه وفي ذلك أيضل فائدة عظيمة لك.



صراع

صراع


ولم تستمر النشوة إلا لحظات قليلة حتي تأجج بداخلي الصراع أأنهل مما عندهم أم أنشر ماعندنا


فطلب العلم والحكمة له سلطان علي النفوس نافذ أقوي من نشر الحكمة أحيانا


وهذا سر معاناتي أُفضل طلب العلم والغوص فيه عن الجلوس والتحدث عنه
فما لديك فهو لديك ، وماليس بعندك فمفقود ، محروم أنت منه
هكذا سولت لي نفسي وهكذا إحتدم في داخلي الصراع


وجاءت الفكرة

وجاءت الفكرة



بعدما تركني أوجست ستراندبرج طرأت علي ذهني فكرة


إلي ماذا يحتاج الغرب ؟


يحتاج الغرب أن يعلم ما عند قومي من حكمة


فهل يحتاج الغرب أن يذهب إليهم حكماء قومي ؟


لا بل كل ما يحتاجونه هو الحكمة


إذن علي أن أجمع ما عند قومي من حكمة وأنقله أنا


أنقله علي لسان قائليه لا أزيد ولا أنقص فيه

وبذلك أحل المشكلة


عندها أخذتني النشوة وقلت بصوت عالي مرحي ليالي السمر











الخميس، نوفمبر 26، 2009

أوجست سترندبرج



ومازال يعلوني الهم حتي وقفت علي رجل قيل لي إنه كاتب السويد الأول
إنه أوجست سترندبرج  فرآني وقد علتني الكآبة وأصابني الهم فأخذني من يدي وحدثني عن نفسه وما لاقاه في هذه الحياة من نصب فجعلني أصب الدمع صبا ولا أدري من أين تنبع دموعي ؟
أمن قصته أم أن قصته الحزينة مثلت بين طياتها آلام ومعاناة كثير من البشر خاصة المبدعين؟
 فإن الألم يعصر القلوب عصرا فتنتج من الإبداع ما ترهف لسماعه القلوب المتعطشة للحكمة المحتاجة لها والباحثة عنها
 ومازلت إليه مستعما ومن حديثه باكيا حتي أنهي قصته ثم قص قصة الأب ثم قصة مسز جوليا- وغير الحزن والألم والمفارقة بين حياته وما في القصة من إرتباط - علقت تلك الكلمات


"الإرادة هي جوهر العقل واساسه فاذا اصيبت الإرادة انهار العقل كله "


"لا شئ يغيظ اكثر من ان اسمع الناس يقولون سيان بالنسبه لي "


"لايكفي أن أمنح الطفل الحياة وكفي وإنما اريد ان امنحه ثقافتي ايضا "


"من العجيب ان تري ممن يتحدثون عن الله والحب بمجرد ان يبدءوا ذلك الحديث ينقلب صوتهم جافا وتمتلئ عيناهم بالحقد والكراهية


لا ,هم بالتأكيد لا يؤمنون الإيمان الصحيح "


"الإنتحار جريمة في حق العناية الإلهية التي منحتنا الحياة "


الاثنين، نوفمبر 09، 2009

وذهبت لابن المقفع

وذهبت لإبن المقفع







بعدما أمضيت أول ليالي الربيع في سهرة مع كثير من الحكماء وعندما أعجبهم قول ابن المقفع من لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب


وبعدما طلبوا مني أن أصحب معي ابن المقفع وغيره من حكماء قومي ووعدتهم بذلك ذهبت إلي ابن المقفع وأخبرته بالخبر فقال لي ياعم  إيهاب أنا مش فاضي للعالم دي هذه عالم فاضيه وأديك قلت كل واحد منهم آخره جملة ولا جملتين من درر الحكمة وبعد كده تلاقيه مفلس بلاطة والجلسة مع هؤلاء بالنسبة لي مش مجدية


قلت له طيب تعال علمهم إنهم لا يعرفون شيئا من الحكمة


فرفض فأصابني الحزن والهم والقلق






وأنا في طريقي لأخبرهم بذلك


رآني عائض القرني فقال لي لا تحزن







الخميس، نوفمبر 05، 2009

ليلة سمر في الوادي

ليلة سمر في الوادي


في يوم من أيام الربيع الرائعة الجمال حيث النسيم والورود إجتمع مجموعة أشخاص في الوادي فقالوا هيا بنا نسمر ونسهر فقال أحدهم ولكني أكره الكلام في مثل هذا الجو من العام بل أحب النظر والتأمل والاستمتاع بهذا الجو الساحر فالكلام يمنعنا من التأمل


فرد عليه آخر ولماذا لا نتكلم كلاما بسيطا يدعونا للتأمل والفكر والنظر والاعتبار فأعجبت الجميع الفكرة علي أن يجمعوا من يستطيعون من الحكماء في ساحة واحدة تحت ضوء القمر وظلال الأشجار ونسيم الأسحار علي أن يتكلم كل واحد جملة واحدة وواحدة فقط






فهيا بنا نستمع ما قالوا في تلك الليلة الليلاء

فقال جون بيرز   " لن يسعك أن تقود فريق من الخيالة إذا كنت تظن أنك ستبدو مضحكا " علي ظهر الفرس  


وقال رالف والدو إيمرسون   " عندما تظلم السماء بالقدر الكافي ستتمكن من رؤية "النجوم


وقال ونستون تشيرشل    "عندما استرجع كافة هذه المنغصات أتذكر قصة العجوز الذي  قال علي فراش موته إنه عاني من مشاكل جمة في حياته ، معظمها لم يحدث   "فعلا

وقال هنري جيه كايزر


" المشاكل ليست إلا فرصا ترتدي ملابس العمل "


"وقال إلبرت هبارد  " الجهود المتواصلة والأخطاء الكثيرة هي السبيل إلي العبقرية


"وقال سام ليفينسون   " سأتوقف عن التأجيل والتسويف ،بدأ من الغد


"وقال آخر   " لا احد يمكن أن يشعرك بالضآلة بدون رضاك


وقال نورمان فينسنت بيل


" السواد الأعظم منا يفضل أن يفسده الثناء علي أن ينقذه النقد"


 
وقال نيكولاس موراي باتلر  " كان من الأحري أن يكتب علي قبره مات في الثلاثين "ودفن في الستين


" وقال جيمس إم باري  " وهبنا الله الذاكرة حتي نري الزهور في غير أوانها






وقال نابليون بونابرت  " كرس وقتا للتفكير المنزوي، ولكن متي حان وقت الفعل ، "توقف عن التفكير وأبدأ في العمل


" وقال ويل ديورانت   " التعلم هو الاكتشاف التدريجي لجهلنا


وقال إيميت فوكس
" يموت الانسان يوميا ليولد من جديد في الصباح، أقوي وأعظم وأحكم مما مضي "


" وقال ماركوس أوريليوس   " أفكارنا هي التي تشكل حياتنا


وقال جاكيف كوستو


" إذا حظيت بحياة رائعة فليس لديك الحق في الاحتفاظ بها لنفسك "
" وقال والت ديزني   "  من يستطيع أن يحلم يستطيع تحقيق حلمه


" وقال مارك توين   "  سر النجاح في أن تستمتع بالعمل كما لوكنت في أجازة
" وقال روبرت براوننج    " الأقل أكثر 


" وقال إيرل ولسون   "  اسأل أي شخص فاشل وسيخبرك بأن النجاح مسألة حظ


" وقال آخر   " ورث أبناءك الجذور والأجنحة

وقال آخر   " إذا كان صوت البوق مترددا فمن سيعد نفسه للمعركة ؟


"وقال آخر   " ليس الموت هو المصيبة بل ما يموت فينا ونحن أحياء

وجاء الدور علي فقالوا لي وأنت ماذا تقول فقلت لم أكن مستعدا للقول إنما جئت مستمعا قالوا لا بل يجب عليك أن تقول ولو من حفظك إنما أردنا السمر فقلت لهم

" من لم يركب الصعاب  لم ينل الرغائب "
فأعجبتهم فقالوا لي ولمن تنسب هذه المقولة فقلت لهم لابن المقفع فقالوا هل هو معنا في هذا الوادي قلت نعم هو وأصحابه  وقومه فقالوا لي ولماذا لا تحضرهم ونتاسمر جميعا فقلت نعم من الغد نتسامر جميعا
وانتهت أول ليلة من ليالي السمر في الوادي في فصل الربيع وما أجمل الربيع وما أجمل السمر









الثلاثاء، نوفمبر 03، 2009

القوي والضعيف

 القوي و الضعيف

كانت هناك  خناقة كبيرة بين إثنين من الناس رحت أتفرج أشوف مين اللي هيغلب وأنا في وسط الزحمة وجدت برناردشو

قلت له إزيك أنت عامل إيه قال لي حسن  
ثم قال ياتري مين اللي هايغلب قي رأيك قلت له القوي فقال ومن هو القوي ومن هو الضعيف
نظرت له شذرا
فقال لي علي رسلك

القوي هو الذي يعمل والضعيف هو الذي يأمل

قلت في نفسي والله حتي الخناقات في وادي الحكمة مفيدة

فلولا تلك الخناقة ماكنا شفنا بناردشو ولا كان قال تلك الجملة الرائعة

وقابلت توماس هنري واناتول فرانس

وقابلت توماس هنري

في شعاب وادي الحكمة تحاشيت الزحمة وقلت أمشي في هدوء أستجمع أنفاسي وألملم شمل أفكاري حتي أعرف علي من أهبط ومنه أستخلص ما يعينني علي دربي خاصة وأنا مهموم حزين لما آلت إليه أحوال العالمين كنت بالأمس القريب آسي علي حال المسلمين اليوم آسي علي حال العالمين ففي عصر الشيفرة الوراثية باتت الحياة في خطر كل يوم نكتشف مرض جديد خطير ليس له علاج ،

ناتج من تحوير وتدوير في الشيفرات الوراثية للحيوانات وغيرها

ولا أدري ما فائدة العلم والتقدم الذي تقدمته البشرية حين يؤول بنا التقدم إلي الفزع والرعب والخطر

ومازالت تحيط بي الهموم حتي قابلت رجل وكأنه علم ما يدور برأسي فقال لي

تلك المقولة  " الفعل وليس المعرفة هو الغايةالعظمى من الحياة    " ثم ودعني وانصرف لم أعرف من هو هذا الرجل ولماذا هو هنا في وادي الحكمة وهل هو من الحكماء أم مثلي قليل الحيلة يبحث عن مخرج ، ثم وجدت مجموعة من الناس يتناقشون قلت لهم هل يعرف أحد منكم هذا الرجل قالوا لي إنه توماس هنري



الفعل وليس المعرفة هو الغاية العظمي من الحياة

نعم فكثير منا شغوف بالمعرفة وكثير أيضا غير شغوف ولم يحقق الغاية التي خلق من أجلها إلا من تحقق بالمعرفة وحولها إلي أفعال

نعم أفعال ، ما الفائدة من معرفة الصواب إذا لم تنفذه وتتخلق به وتمارسه ، وما الفائدة من معرفة الخطأ إذا لم تمتنع عنه أو تمنعه من الحدوث
ومازلت أسير في الوادي مرددا تلك الكلمة
الفعل وليس المعرفة هو الغايةالعظمى من الحياة 
حتي قابلت  اناتول فرانس
فقال لي لما سمعني صدقت 
( بالأفعال وليس فقط بالأفكار تحيا الشعوب)