الاثنين، نوفمبر 29، 2010

لورد بيكون 1 .....

لورد بيكون:



ذهبت وادي الحكمة للقاء لورد بيكون والسماع منه ولكن يبدو أن الوقت لم يكن مناسب لذلك فلقد قيل لي لقد رحل وترك الوادي وقيل لي ليس لديه وقت ينفقه وقيل لي غير ذلك فأسفت أني لم ألاقيه
وبينما أنا بين الأسف والندم وجدت من يربت علي كتفي وكأنه عرفني فقال لي لا تأسف هيا أحدثك بشئ من حديثه فاستبشرت وفرحت فقلت له ومن أنت فقال أنا عبد الرحمن شكري


فتلك أحاديث لورد بيكون من رواية عبد الرحمن شكري فله كل شكري :


الرجل الذي يقول كل ما يعرف كثيرا ما يسوقه طبع الكلام وعادته حتي يقول مالا يعرف ، ويدعي أنه شاهد مالم يششاهد ، وحضر مالم يحضر ، والناس يأتمنون الرجل الكثير الصمت علي أسرارهم ، والثرثار مكشوف العورة كالرجل العريان ، وكما أن الثياب تزيد المرء وقاراً فالكتمان بضبط المرء تقاسيم وجهه وحكم تقاطيعها حتي لا تنم علي مايكتم لأن الناس يصدقون ماتنم عنه ملامح الوجه أكثر من تصديقهم كلامه وإن نمقه وزينه ، ومن مزايا الكتمان أنه يدعو إلي استنامة أعدائه وإلي مباغتة مناضليه وأنه يدع لنفسه طريقاً للتراجع إذا اضطره الأمر ، إذ لو أعلن أمره اضطر إلي المضي فيه أو إلي إظهار العجز والخيبة ، وهو بكتمانه وسكوته وإصغائه بدل الكلام ، يستطلع ما يريد أن يعرف من آراء الناس وأغراضهم وخططهم ، لكن المبالغة في الصمت والكتمان قد تغري الناس بأن يظنوا به الجبن والوجل ، ثم إن صمت مثل هذا المبالغ قد يحير من يريد أن يعاونه وأن يشركه في أمره فيفقد ثقة بعض الناس ، ولعل هذا من أسباب شك الناس فيمن لا يعاشرهم ولا يحادثهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق