الاثنين، نوفمبر 29، 2010

لورد بيكون 2 ....

لورد بيكون 2

في النفوس صفة لؤم ذائعة ، وهي أن كل من لم يستطع إصلاح حاله يحاول إفساد حال غيره ، ومن أجل ذلك كان ذوو العاهات والخصيان والشيوخ وأمثال هؤلاء من أشد لناس حسداً إلا إذ صادف نقصهم نفساً كبيرة تجعل نقصها زائداً في شرفها وشفيعاً لمدحها ، إذا يقال إن صاحبها أتي بالأمر العظيم بالرغم من عاهته أو نقصه .



والحسد داء الأمم والدول ومضعفها ، ولكنه قد يكبح جماح طغيان الحكام والمقربين لديهم إذا خشوا عاقبته ، والحسد كالوباء فمن خشي الوباء كثيرا وذعر منه أصابته غائلته من الرعب ، وكذلك من يذعره حسد الحاسد فيظهر الاستخذاء والضعف والذعر فينتهز الحاسد فرصة ذعره ويصيبه بسوء ، وإذا فشا الحسد في أمة أصاب السليم الصفات الكريم الأخلاق الفاضل النفس ، كما يصيب الوباء السليم الجسم فيمرضه ، وفي أمثال هذه البيئة التي فشا فيها الحسد يصبح الفضل نقصاً ، والرأي السديد خرقاً ، والعمل الصادق عملا كاذبا في دعوي ذوي الحسد الذين يرون في انقلاب الأمور وحقائقها إخفاء لحسدهم ونقصهم ، وهم مثل الزارع الذي يزرع الشوك والحسسك في الظلام بين الحنطة وغيرها من النبات حتي ينتشر الشوك والحسك ويمنع القمح وغيره من النمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق