الثلاثاء، نوفمبر 30، 2010

جوتة 1....

جوته



بعدما أنهي عبد الرحمن شكري بعض كلامه عن لورد بيكون دار بيننا حديث شجي وكما يقولون دارت بنا سفن الكلام في كل البحار ومن البحار التي درات فيها سفن كلامنا سألته عن بعض من لاقيت ونقلت عنه ومنهم أناتول فرانس فأطلعني علي ما بحوزته من كلام لأناتول فرانس فقارنته مع ما معي فوجدت إختلافا كبيرا فسألته عن سر ذلك فقال إنما سمعه وهو يحكي كتاب صديقي لأناتول فرانس وكتب غيرها ونظرت فيما معي من كلام لأناتول فرانس لأجدني نقلته وهو يحكي عن الزنبقة الحمراء وجريمة سلفستر بونار فقلت لا بأس أنقل ما معه لأضيفه إلي ما معي


وبينما هو يجمع باقي أوراق أناتول فرانس ليحكيها لي ويقول لي ما بها حتي أختار منها ما أضيفه إلي ما معي سألته بلهفة ولكن هل قابلت جوته فقال نعم ومعي منه كلام كثير قلت إذن ناولينه أولاً وهكذا أعطاني منقولاته عن جوته لأبدأ بها فلم أقابل جوته الفيلسوف الألماني إلا عند حديثه عن آلام فارتر ولم أكتب عنه منها شيئا فهذه هي أقوال جوته من رواية عبد الرحمن شكري

الحرية المطلقة أمر غير مرغوب فيه ، فلا عيش ولا صلاح للناس معها ، لأن الناس إذا تحرروا من كل القيود تحرروا أيضا مما يمنعهم من الخطأ ، ومما يردعهم عن الشرور ، وهم إذا طلبوا الحرية المطلقة ، إنما يطلبون نظاما جديدا وقيودا جديدة ولا يعرفون خطر طلب الحرية المطلقة إلا بعد أن يُكووا بنارها ، ويطلوا الويل منها ، وبعد أن يمعنوا في الأخطاء الناشئة من الإفراط أو التفريط

السعيد هو الذي يعمل ليخلو من هم الحياة وقلقها ، فإذا لم يؤد العمل لجمع المال إلي الهم والقلق كان سعيدا صاحب العمل ، أما إذا أدي إلي الهم والقلق لم يكن العمل لجمع المال طريق السعادة ، بل طريق الشقاء ، فليست الثروة أن تكون ذا مال كثير ، بل الثروة أن تخلو نفسك من توقع الحاجة ، ومن خشية الفقر ، فمن استطاع أن يخلي نفسه من هذه الخشية لم يكن فقيرا وإذا لم يستطع كان فقيرا

كل عمل يراه الرجل الضيق الذهن حرفة أوصنعة أو مهنة ، يراه الرجل العظيم فنا جميلاً ، وإذا عمل الإنسان عملا واحدا بصدق وإتقان ، كان عمله مرآة يري فيها صورة كل ما يمكن عمله بصدق وإتقان

لكل إنسان عمل يشبه طبعه وطريقته ، فإذا حاول الإنسان أن يعمل ما ليس في طبعه ونفسه أخل ولم يحسن ، ولا ينبغي أن يُطلب من الرجل عمل مالا يشبه طبعه ونفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق