الاثنين، نوفمبر 29، 2010

لورد بيكون 6....

لورد بيكون 6
اختلال الأمن أكثر ما يكون بسبب الحاجة والفقر ولا يداوي ولا يكبح إلا بمداواتهما


إذا لم تجد النفس منفذا إلي النجاح والتبريز في الأمور العظيمة فلا تنتعش إلا بالنجاح والتبريز في الأمور الصغيرة ، وقلما تنتعش وتطمئن إلي السكينة التامة الخالية من أي مظهر من مظاهر النجاح ، فإنها حينئذ تنطوي علي نفسها ويصيبها الملل والحزن إذا لم تجد ما تتلهي به مما يؤدي إلي النجاح والتبريز في أي أمر من الأمور صغيرها وكبيرها

أشد الناس أثرة وأنانية لا يتورعون من إحراق مدينة كي يقلوا بيضة ، أي لا يتورعون من تسبيب أشد الضرر من أجل منفعة تافهة ، ومع ذلك لا يغتر الناس كما يغترون بذوي الأثرة والأنانية ، لأن مطالب أثرتهم والرغبة في الفوز بها قد تدعوهم إلي ملاطفة الناس واسترضائهم ، فيخال ذلك من سلامة طويتهم وطيب أنفسهم فيأنس إليهم الناس ويثقون بهم ، وبهذا الائتناس بهم وبتلك الثقة ينالون ما تتطلبه أثرتهم إلا إذا كان صاحب الأثرة أحمق لا يعرف كيف يستدني مأربها بملاطفة الناس وإظهار غير ما يبطن

خطرات النفوس خفية تكون حسب ميول الناس ونزعاتهم ، أما آرواؤهم فحسب ما تعلموا ، ولكن أعمال الناس حسب العادات التي تعودوها ، ومن أجل ذلك لا يصح أن يخدع المرء بالناس وأن يخلط بين هذه الأمور الثلاثة كما لا يصح أن يعتمد علي طبع واحد من طباع نفس إنسان يعرفه ، ففي النفوس طباع متناقضة ولا يصح أن يعتمد كل الاعتماد علي آرائه وأقواله وأحاديثه إلا إذا صدقتها ووافقتها عاداته وإلا كان عمله ضد رأيه في بعض الأحايين ، فكثيرا ما تسمع الرجل يفصح عن رأي أو عقيدة ويعطي المواثيق علي أن يعمل وفقها ثم لا يفعل ، بل يفعل ما تقتضيه عاداته ، فكأنما الإنسان آلة مسيرة يديرها لولب العادة كما تدار الآلة في المصنع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق