السبت، ديسمبر 12، 2009

نظرات المنفلوطي

أنهي ماركوس حديثه

ونهضت علي عجل أحاول أن !


أحاول ماذا ؟
أحاول أن ارتاح لاستعيد نشاطي لأجلس مع السباعي وأكمل حديثه
ولكني لمحت في طريقي المنفلوطي


فقررت أن ارتاح قليلا ثم أذهب للمنفلوطي


وعند المنفلوطي أخذت أسأل

فقلت له لماذا تكتب ؟


فقال : إنما أكتب للناس لا لأعجبهم ، بل لأنفعهم ، ولا لأسمع منهم أنت أحسنت ، بل لأجد في نفوسهم أثراً مما كتبت .

فقلت له ألا تخاف من سخط الناس ؟


فقال : كثيرا ما قتل الخوف من سخط الناس والكلف برضاهم ذكاء الأذكياء ، وأطفأ عقول العقلاء ، وكم رأينا من ذكي يظل طوال حياته خاملاً متلففاً لا يجرؤ علي إظهار أثر من آثار فطنته وذكائه مخافة هزء الناس وسخريتهم ، وعاقل لا يمنعه من الإقدام علي إصلاح شأن أمته وتقويمها إلا سخط الساخطين ونقمة الناقمين .

فقلت له ما العجز ؟

فقال العجز يابني أن يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزنا ، وأن ينظر إلي من فوقه من الناس نظر الحيوان الأعجم إلي الحيوان الناطق .


قلت له لماذا تغيب الحقائق عن الناس ؟

فقال يابني بين الإغراق في المدح والإغراق في الذم تموت الحقيقة موتا لاحياة لها من بعده إلي يوم يبعثون

قلت كيف أعرف أي الرجلين أفضل وقد قام كل منهم بذم صاحبه ؟

قال : إن أردت أن تعرف أي الرجلين أفضل ، فانظر إلي أكثرهما نقمة علي صاحبه ، وكلفاً بالغض منه ، والنيل من كرامته ، فاعلم أنه أصغرهما شأناً وأقلهما فضلاً




شكرت المنفلوطي وذهبت إلي شجر البرتقال أفكر مليا فيما جمعت من كلام الحكماء والأدباء


وبينما أنا مستغرق في التفكير والتأمل أطل علي ...







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق