الثلاثاء، ديسمبر 01، 2009

بعد العصر ماذا أفعل ؟

بعد صلاة العصر

احترت ماذا أفعل بعد صلاة العصر خاصة وقد كنت مستيقظاً من صلاة الفجر هل أذهب ارتاح وأتأهب للذهاب في المساء للسمر مع الحكماء وأنقل لهم من أقوال مصطفي السباعي


أم أذهب إلي ماركوس أكمل حديثه واستمتع بأقواله


قررت الثاني فذهبت مسرعا   لماركوس أوريليوس 


وكان قد أسند ظهره إلي شجرة و بيده عود يرسم به علي الأرض بين حين وآخر وهذا كان حديثه

ضع في ذهنك دائماً أن تعرف ما طبيعة العالم ، وما طبيعتك أنت ؟ وما العلاقة بينكما ؟ وأي جزء أنت من ذلك الكل ، وتذكر أنه لا يوجد مخلوق يستطيع أن يمنعك من أن توفق كل فعل تفعله وكل كلمة تقولها ليتناسب مع طبيعة العالم الذي أنت جزء منه .


الذين لا يدركون ما في داخل نفوسهم فلا بد أن يكونوا تعساء .

إن الآثام التي تحركها الرغبة أجدر باللوم من التي ترتكب بتأثير الغضب ، لأن الذي يثيره الغضب يعمي عن العقل ويندفع بدون وعي أو ضابط ، أما الذي تقوده الرغبة إلي ارتكاب الإثم ، فهو شخص تحركه الملذات وهو أقرب إلي الإفراط والشهوانية هكذا كان يقارن ثيوفراستوس بين الآثام المختلفة


علي الرجل أن يعرف أنه لا يهتدي بآراء كافة الناس ، بل بآراء أولئك الرجال الذين تتوافق سير حياتهم مع الطبيعة

إن من يعلي من شأن عقله وما فيه من نفحة إلهية لن يحزن أو يشتكي ، ولن يشتاق سواء للوحدة أو للزحام وأهم من كل ذلك سوف يعيش حياته دون أن يسعي للموت أو يهرب منه .

الإنسان المهذب النقي يخلو من الاحتياج للآخرين أو التأثر بهم ، كما أنه لا يعتمد علي الغير وهو أيضاً لا يتعالي عليهم ، إنه ليس متهما بشيئ وليس لديه ما يخفيه .


إسترشد دائماً بالمنطق السليم ، بإخلاص وحماس وهدوء ، ولا تسمح لأي شارد أن يشتتك واحتفظ بالجانب الإلهي فيك نقياً ، وكأنه مقدر لك أن ترده علي الفور ، إذا أنت تمسكت بهذه المباديئ غير منتظر لأي شيء ولا متوجس من أي شيئ ، وكنت قانعاً بأن توفق بين أفعالك وقوانين الطبيعة وأن تلتزم الصدق في كل كلمة تتفوه بها ، فسوف تعيش حياة سعيدة ، ولن يكون بإستطاعة أي إنسان أن يحرمك من ذلك .

إذا توافق العقل الذي يحكمنا ويسيرنا مع الطبيعة بحيث يكيف نفسه مع الإمكانات والفرص التي تهيئها الظروف ، فإنه لن يشترط السهل والميسور ، وفي سعيه نحو الهدف سيكون مستعداً للتكيف ، وستكون المعوقات أمامه أداة يستغلها لصالحه ، والمثل في ذلك جذوة اللهب الضئيلة تنطفئ إذا ألقي إليها بالحطب الكثير ، أما النيران المضطرمة فلا يزيدها الحطب إلا اشتعالاً تستهلكه وتتصاعد ألسنتها بفضله .


يلجأ الناس إلي خلوات لأنفسهم ، كالمنازل الريفية والشواطيئ والجبال ، وأنت أيضاً تحلم بشغف بمثل هذه الخلوة ، ولكن مثل هذه الأخيلة لا تليق بالفيلسوف ، ففي استطاعتك متي شئت أن تخلو إلي نفسك ، لأنه لا يوجد مكان أهدأ أو أصفي يلجأ إليه الإنسان خير من نفسه ، خصوصاً إذا كانت لديه أفكار متي نظر فيها تحققت له السكينة التامة علي الفور ، فأكرم نفسك بهذا المعتزل باستمرار ، وجدد نفسك ، ولخص مبادئك بحيث تحيط بالأساسيات ، فإذا ما لجأت إليها كانت كافية لكي تنقي نفسك تماماً ، وتعيدك وقد تحررت من التبرم بالالتزامات التي لا مفر منها في حياتك اليومية .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق