الأربعاء، ديسمبر 02، 2009

إقترب الموعد ولكن !!!



إقترب موعد السمر وكنت قد أعددت كلاما طيبا لمصطفي السباعي ولكن


مازال ماركوس يتحدث ولقد أعجبني حديثه لذا قررت السهر في خيمة ماركوس
في الليل حول ماركوس جلسته إلي داخل خيمته وأنار المشاعل وكانت الليلة ساحرة بها نسيم الربيع وحول مائدة بها من الثمار والفواكه


ما لذ وطاب جلس ماركوس يحدثنا وجلسنا حوله منصتين فقال



البشر هم أقرب ما يؤثر في أعماقي طالما كان علي أن أحسن إليهم وأحتملهم ، ولكن عندما يجعل بعضهم من أنفسهم عقبات أمام تصرفاتي السليمة يصبح الإنسان في نظري موضوعاً لا أبالي به ، مثل ظواهر الطبيعة كالشمس أو الرياح أو حتي الحيوانات البرية ، حقيقة إن هؤلاء قد يعوقون بعض أعمالي ، ولكنهم ليسوا عقبات أمام إرادتي وميولي ، لإن إرادتي وميولي تملك القدرة علي العمل وفق شروطها وبدرجة عالية من التكيف ، والعقل يحول كل ما يعوق نشاطه إلي عنصر مساعد ، بحيث يعزز العمل بما كان من قبل عائقاً له ، ويمهد الطريق ، مستفيداً بالعقبات التي تعترضه


فكر في الوجود بأكمله ، وكم لك فيه من نصيب تافه وفي الزمن بامتداده وكيف قسمت لك منه مهلة وجيزة عابرة ، وفي القدر وكيف أن حظك فيه ماهو إلا جزئية ضئيلة .



أن تمتنع عن تقليد من أساء إليك ، فهذا هو خير انتقام .


الكون لا يخرج عن أمرين ، فإما أنه فوضي والأشياء فيه تتجمع وتتشتت عشوائياً ، وإما أنه وحدة ونظام وعناية ، فإن صح الفرض الأول فلماذا أرغب في المكوث وسط هذا الخليط العشوائي وفي مثل هذه الفوضي ؟


ولماذا أعني بأي شيئ سوي أني سأصبح في النهاية تراباً ؟ ولماذا أنزعج ما دامت العناصر التي أتركب منها ستنحل في النهاية مهما فعلت ؟ أما إذا صح الفرض الثاني فلابد أن أؤمن وأبجل وأثق في الإله الذي يسيرني .


من يحب الشهرة يظن أنه سيجد سعادته في آراء الآخرين ، ومن يحب الملذات يظن أنه سيجدها في إحساساته ، أما الحكيم فيجتهد ليحققها بأفعاله .


لا تفكر كثيراً فيما ليس عندك ، بل فكر فيما عندك ، ومن بين الأشياء التي تمتلكها اختر أفضلها ، وتأمل بعدها لو أنك لم تكن تمتلكها ، كم كنت لتشقي سعياً وراءها ، ولكن في الوقت نفسه ، تجنب بسبب سرورك بها أن تغالي في قيمتها بحيث تضطرب إن فقدتها .


الألم إن كان فوق الاحتمال فسيدفعنا إلي نهايتنا ، أما إن استمر فمن الممكن احتماله ، والعقل في ترفعه عن الجسد يحتفظ بهدوئه ، والعقل المسيطر يظل بمنأي عن التأثر ، أما الأعضاء التي آذاها الألم ، فدعها إن استطاعت تعبر عن حزنها .


إسأل نفسك كيف تستطيع أن تعيش الحياة التي قسمت لك علي أفضل وجه ؟

إفترض أنك مت اليوم ، وأن قصة حياتك قد انتهت ، واعتبر أن مازاد علي ذلك إن هو إلا منحة ، فعشها في وفاق مع الطبيعة .

احفر في أعماقك ففي داخلك ينبوع الخير ، ولن يكف عن التدفق أبداً ، ما دمت تحفر فيه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق